منسف ع “الجاج” ما ينفع أردنيّة!


رم -

لطيفة اغبارية


هاتفتنا صديقة عزيزة من المملكة الأردنيّة الهاشميّة، يوم الجمعة، وعندما سألناها عن أحوالها، وأحوال عائلتها، في الطقس البارد وسألناها أيضًا من باب الدعابة هل قامت بطبخ المنسف في هذا اليوم كما اعتادت؛ فأجابت بالنفي، لأنّ “المزاج” العام متعكّر وزوجها ذهب للمشاركة في الاحتجاجات على إقرار قانون الضريبة. فأجبناها أنّ الحلّ سيكون إذا ما ازداد الوضع حدّة هو حل الحكومة، وتشكيل حكومة أخرى من جديد، فأجابت ممازحة أنّها تخاف أن يأتي ذلك اليوم الذي سيتم فيه إعداد المنسف بالدجاج بدلا من اللحوم جراء الغلاء، وبذلك تتحطم “أسطورة المنسف” محبوبنا جميعا.


مَن شاهد تجمّع المئات من المتظاهرين، والذي عرضته فضائيّة “سكاي نيوز″، لا بد وأن يسأل ما الذي ألزمهم التظاهر في “عزّ البرد”، تحت الأمطار، وهم يحملون المظلّات، لولا حالة الاستفزاز التي تثير المواطن البسيط الذي لا يرتفع دخله مطلقًا، لكن بالمقابل فإنّ ما يرتفع دائمًا هو الضريبة، وأسعار المنتوجات الأساسيّة، فتجد من يقول إنّ الارتفاع هو “فلسات” معدودة، ولا يدركون أنّ هذا الفلس له قيمته لدى ربّ العائلة الكادح.


بصراحة نحن من الذين يستغربون، ويشعرون بحيرة دائمة، ولا يجدون أيّ تفسير، لسرّ كون العاصمة الأردنيّة عمّان من أغلى خمسين عاصمة في العالم. الأمر الذي جعل الزائر يعيد حساباته عدّة مرّات قبل زيارتها بعد أن كانت لفترة طويلة عامرة تضج بالسيّاح.


ننصح السلطات المسؤولة بتخفيض الأسعار ورحمة المواطن، والعمل على تشجيع الفرع السياحي، فالأردن التي تعجّ بالمقاهي والمطاعم، والمحال الراقية، لا بدّ وأن تستثمر جهودها، وأحيانا نقارنها بمدينة إسطنبول التي كان السفر إليها مُكلفًا، أصبحت اليوم وُجهة سياحيّة عالميّة ناجحة، فماذا ينقص عمّان العزيزة على قلوبنا بأهلها وأناسها لتكون كذلك ؟

 

 




عدد المشاهدات : (8126)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :