كثير عن باريس وقليل عن عمان ! .


رم - بقلم : شحاده أبو بقر

1 : تظاهرات " السترات الصفراء " في باريس وعموم فرنسا بالتتابع , ستمتد قريبا إلى معظم دول الإتحاد الأوروبي , والنهاية هي نهاية الإتحاد الأوروبي كنتيجة حتمية ومطلوبة ويجري العمل عليها حثيثا! . يمكن ملاحظة أن خروج فرنسا من هذا الإتحاد , هو أحد محتويات سلة مطالب السترات الصفراء ! .
2 : لا بد من القناعة بأن إنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي لم يكن عبثيا , بل له ما قبله وما بعده . بريطانيا هي أكبر حليف تاريخي للولايات المتحدة ! .
3 : هنا لا بد من إستحضار حقيقة أن الرئيس الفرنسي ماكرون سعى بحماسه الشبابي إلى بناء مجد عالمي أكبر لفرنسا . ماكرون طالب بتأسيس جيش للإتحاد الأوروبي في مواجهة القوة الأميركية !. ماكرون
إهتم بأثرياء فرنسا من منظور إقتصادي مجتهد , ولكن على حساب فقرائها وحتى الطبقة الوسطى فيها , ومن هنا أطلق عليه وصف رئيس الأغنياء فقط ! .
4 : تظاهرات باريس هي بداية " ربيع أوروبا " , وقريبا سنسمع عن بيانات من دول كبرى ومنظمات دولية رسمية ومدنية تدين الإفراط في إستخدام القوة ضد المتظاهرين ! , وربما يصل الأمر حد فرض عقوبات على فرنسا التي يبتعد مسؤولوها حتى اللحظة عن ممارسة الحكمة في التعامل مع المتظاهرين ! , فلأول مرة منذ خمسة عقود تدخل الدبابات الأمنية وسط باريس ! .

5 : عشرات آلاف المشاركين في تظاهرات فرنسا لا قيادة لهم ! , لا أحزابا ولا نقابات ولا سواها , ويقتصر الأمر الرسمي على إتهام اليمين واليسار المتطرفين بالوقوف خلفهم ولكن من وراء ستار ! . وليس ببعيد عنا بدايات الربيع العربي كثورات شعبية لا دور لأحزاب أو نقابات وما شابه من أطر فيها ! هي إذا ثورات شعبية ركبت بعض الأحزاب موجتها ولكن بعد إن إتسعت ونضجت .

6 : من الخطأ فهم مصطلح الشعبوية على أنه خطأ يجب أن لا يرتكب , فالشعوب هي مصادر كل السلطات , ووقوفهاإلى جانب بلدانها ومسؤوليها , هو الضمانه الأولى والأهم لسلامة وقوة أوطانها مهما واجهت من تحديات خارجية . الإنسجام التام مع إرادة الشعوب والإستجابة لما تطلب وبأي ثمن ! , هو السد القوي الحامي للأوطان بكل من فيها وما فيها ! .

7 : لا بد لأصحاب القرار في أي بلد كان , من إدراك حقيقة أن هناك دائما قوى خارجية مخاصمة ولها مصالحها تستغل فقر الشعوب وما تعاني من مشكلات وويلات , ولو إعلاميا ! , في تأجيج نار إحتجاجها خدمة لأهداف تلك القوى . هذا أمر معروف تاريخيا ويمارس في سائر أرجاء المعمورة , ولا يرى بالبصر من لا تسعفه البصيرة في إدراك ذلك وتفويت الفرصة وإغلاق الطريق أمامه ! . السبيل إلى ذلك هو في التصالح مع الشعوب والإخلاص في حل مشكلاتها وتنفيذ ما تريد ما دام ممكنا ومتاحا ومهما كان الثمن ! .

8 : الحكمة ضالة المؤمن , متى إمتلكها أسعد نفسه ومن حوله وجنب نفسه ومن حوله مخاطر الشرور أيا كان مصدرها وشدتها وغاياتها ! , ومن فقدها فقد كل شيء!.

9 : أخطر ما يتهدد الأوطان في أوقات الأزمات , هو " اللعب غير الذكي " على أوتار الوحدة الوطنية بين الشعوب , فذلك خط أكثر من أحمر ولا يتجاهل مخاطره إلا جاهل لا يدرك مدى قسوة تلك المخاطر وعلى الأوطان بكل ما فيها ومن فيها ! .

10 : قرب المسؤولين من شعوبهم وتلبية ما تريد وبأي ثمن , هو البوابه نحو تقدم الأوطان وحشد صفوف شعوبها للدفاع عنها بإنتماء صادق حتى لو كلفهم ذلك التضحية بحياتهم من أجلها , والعكس هو الصحيح تماما .

11 : عندما نتابع ما يجري في فرنسا وهي من أكثر الدول تحضرا! , من حرائق ومصادمات وعنف , نرى في ذلك فرصة عظمى لنا في الأردن لنثبت للعالم كله أننا شعبا ومسؤولين الأكثر تحضرا في العالم وليس غيرنا, فلم تتسبب آلاف المظاهر الإحتجاجية في بلدنا ومنذ عدة سنوات , في خدش زجاج نافذة . تلك شهادة زاهية جدا لشعبنا ولمسؤولي أمنه ويجب أن تتعزز أكثر وأكثر وكل يوم . الخلاصة ,هناك قوة ظاهرة وخفية تتلاعب بمصير العالم كله وأوروبا اليوم على المحك . الله سبحانه وتعالى من وراء القصد .



عدد المشاهدات : (3302)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :