«العزوبية» .. حياة بلا مشاكل .. وشباب وفتيات يحنون للحرية


رم - في ظل بعض الظروف الاقتصادية الصعبة وبخاصة التي يتعرض لها الشباب هناك بعض من الشباب والفتيات يحنون الى حياة العزوبية بعد الزواج يحنون الى الحرية .. يحنون إلى أشياء كثيرة ... ولربما أيضا اثنو غيرهم عن الاستعجال بالزواج ..
وفي المقابل نرى هناك الكثير منهم من يتمنى أن ينضم لعداد المتزوجين في أقرب فرصه تسمح له، وعندما يحمل الشاب لقب أعزب يبدأ الكثيرون من حوله في النظر إليه نظرة مختلفة، بل قد تختلف نظرة بعض الشباب إلى انفسهم أحيانا، فيما تتفق معظم الدراسات الطبية والنفسية على أهمية الزواج للحفاظ على الصحة والسعادة والتوازن.
*مرتبط بالفوضى.
اما فادي شاب جامعي يرى أن لفظ أعزب مرتبط لدى الناس بالفوضى وعدم النظام، وأحيانا يتلقى الشاب عبارات الإشفاق والمواساة دون مبرر، وكأنه يعيش مأساة، وهنا لا أنكر أنه أحيانا ما يكون الأعزب غير مكترث لوجباته نظرا لاعتماده اغلب الوقت على تناول الطعام خارج المنزل، وأن كلمة أعزب لم يعد يستخدمها البعض في ظل تأخر سن الزواج الحالي كون «لقب أعزب ليس قاسيا على الشاب مثل لقب عانس الذي يرتبط بالفتاة عندما تتأخر عن الزواج، المشكلة أكبر لدى الفتيات وليس عند الشباب».

صخرة الواقع
بدورها الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة فادية الابراهيم علقت على الأمر بالقول، للعلم يظل حلم الزواج عالقاً بذهن الإنسان منذ صغره، سواء كان رجلاً أم امرأة، وعندما يتحقق هذا الحلم الذي يحتاج إلى الكثير من العناء، يظن البعض أن الدخول في القفص الذهبي يعني الوصول إلى محطتي الراحة والهناء، لكنهم يصطدمون بصخرة الواقع التي تحمل الكثير من المشكلات والعديد من التبعات، التي تتطلب أن يلتزم بحملها كل من الزوج والزوجة، ليصمد البعض، ويحن البعض الآخر إلى أيام العزوبية، هرباً من قيد الزوجية، وهذا الحنين ربما يراود الرجل أكثر من المرأة، والتي تخضع لواقعها ونادراً ما تتمرد عليه.
ونوهت الابراهيم الى إن الزواج رباط يتطلب أموراً كثيرة يجب أن تتوافر للتواصل مع الحياة، وعندما يجد المتزوج نفسه غير قادر على الإيفاء والالتزام بهذه الأمور، يحن إلى حياة العزوبية، بل ويتمنى لو لم يكن متزوجاً، على اعتبار أن حياته الجديدة تعد قيداً لم يتعود عليه، وإن بعض المتزوجين يجدون أنفسهم مع مرور الوقت، في ذات الدوامة التي اختبروها عازبين، وهم يصارعون المشاعر المتناقضة والوحدة وانعدام الحب.
بعيداً عن المعوقات
اما أستاذ القانون التجاري المشارك بجامعة ال البيت المحامي الدكتور عبدالله السوفاني، فعلق على الامر بالقول، بعيداً عن المعوقات الاقتصادية والاجتماعية، أن العزوبية خيار شخصي، يلجأ إليه بعض الأشخاص بملىء إرادتهم ، وليس لأنهم لم يجدوا الشريك المناسب، أو لأن الحظ أو الظروف المادية لم تساعدهم على الارتباط، مشيرا أن العازبين يكونون على علاقة أفضل بأهلهم، واخوتهم، وأصدقائهم، وجيرانهم، وزملائهم في العمل.
ونوه السوفاني من الناحية الاقتصادية ترتفع نسب العزوبية في عدد كبير من الدول العربيّة، لأسباب كثيرة أبرزها اقتصادية حيث باتت كلفة الزفاف والحياة المشتركة حملاً ثقيلاً، حتى حين يتعاون الرجل والمرأة معاً لتأمين المصاريف ومع وجود معوقات مالية أمام شراء بيت، أو دفع مهر، أو تأمين الأقساط المدرسية، صار الزواج حلماً مستحيلاً بالنسبة لبعض الشباب العرب.
وأعتبر السوفاني ان الحياة الزوجية رباط مقدس لأنه من إرادة الله جلّ علاه ولا اعتراض على ذلك ويجب أن نقبل به ونتقبله ولهذا السبب يشعر الرجل أو المرأة في مرحلة ما من عمرهما بأنه ينقصه شيء ولديه شعور للسعي إليه وطلبه ألا وهو الزواج وما بعد ذلك يرجع إلى ثقافة كل من الزوجين للعيش بسعادة ووئام، وإن الحياة الزوجية تعطي استقراراً، ولكن يعكر صفو هذا الاستقرار بعض التصرفات، سواء من الزوجين أو من الأهل أو الأولاد، مضيفاً أنه ينبغي أن يحسب لكل تصرف حسابه، حيث إن الزواج الناجح يقوم على أساس التفاهم والانسجام بين جميع الأطراف، وهذا مهم جداً؛ لأن رضا الأهل يسهل على المتزوجين سير الحياة الزوجية فلا يتعكر صفوها، وهذا يكون غالباً بالتعامل الجيد بين الزوجة وأهل الزوج، فمن خلاله تكسب حب واحترام الجميع، مشيراً إلى أن الزواج هو نصف الدين ولكن الحنين إلى حياة العزوبية يذكر البعض بروح الشباب.
ولفت السوفاني نجد أن لحظات الحنين إلى العزوبية تمر بجميع المتزوجين بنسب مختلفة، فالرجل عموماً يشتاق إلى حياته قبل الزواج من باب شعوره بأنه كان مسئولاً عن نفسه فقط، وغير مطالب بأن يكرس وقته للأسرة، لكن هذا لا يعني أن يصل الشخص إلى مرحلة اليأس من وضعه والتفكير فعلاً في أن العزوبية كانت أفضل له من تحمل المسؤوليات الزوجية والأبوية.




عدد المشاهدات : (6577)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :