«مساحة صناع متنقلة» انعكاس عملي لشعار أسبوع عمان للتصميم بالتركيز على مبدأ الحركة


رم - عندما يتحدث المكان، وتحكي تفاصيله قصة تميّز مختلفة، لمجرد نقله من مساحات اللاشيء إلى مساحات كل شيء من الإبداع والتميّز، وعندما تتحدث المعروضات التي تنتشر في تفاصيله عن ابداع مختلف، يجعلك تشعر أنك في عالم مضيء بأنوار جعلت من منطقة «الهنجر/ رأس العين» علامة فارقة بعالم الفن والتميّز والإختراعات جاعلة من المكان وتفاصيله مدرسة في الفن والتصميم والحضور.

الهنجر، لم يعد ذاك المكان الذي يشوّه الشارع الذي أنشئ به، بل غدا عنوان جمال راق مميّز، جذب الكثير من الفنانين لإقامة معارضهم به، وعدد من الفنانين لإقامة حفلاتهم الموسيقية به، وها هو أسبوع عمّان للتصميم يختاره للسنة الثانية على التوالي ليكون مكان إقامة فعالياته بأشكالها المختلفة، انطلاقا من فلسفة أن للمكان جزءا هاما بجمالية الحدث، غضلا عن بث حياة مختلفة به وبالمنطقة تجعلها أكثر حضورا على رزنامة الفن والثقافة في عمّان.

خمسة أيام مرت من انطلاقة فعاليات أسبوع عمّان للتصميم، والذي أطلقت أعماله جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسط حضور محلي وعربي ودولي ضخم، فيما بدأ باستقبال الجماهير يوم الجمعة السادس من تشرين الأول الجاري، ورغم قطع خمس أوراق من رزنامة بدء الأسبوع إلاّ انه ما يزال يشكّل ظاهرة فنية مختلفة تشهدا اقبالا ضخما من الجماهير، والزيارات، اضافة لعدد الصحفيين والإعلاميين الضخم الذي يزوره يوميا لمتابعة تفاصيله، والإطلاع على روعة المعروضات ومتابعة الحدث بتفاصيله التي تختلف كل يوم عما سبقه.

وفي جولة ميدانية بدا واضحا اختلاف الفعاليات من يوم لآخر، فضلا عن الإقبال الكبير على زيارته، ولعل اللافت حالة النشاط التي تشهدها منطقة الهنجر كافة، لتبدو بها حياة تنبض بجمالية الحدث وأناقته، اضافة لكشفه عن مواهب شباب وشابات كبيرة أوجدوا لأنفسهم مواقع كبيرة بعالم التصميم وضمن امكانيات بالغالب متواضعة جدا.

كما يتميّز الأسبوع بفعاليات موسّعة ومنوّعة، تشمل المعارض، والمؤتمرات، وورش العمل، وجلسات الحوار والنقاش، فضلاً عن فرص بناء الأعمال والشراكات، والحوارات التي تحدث على هامش كل هذه الفعاليات والأعمال والتي جعلت من الأردن حاضرا وبقوة على خارطة التصميم العالمية.

وأخذت فعاليات الأسبوع هذا العام الكثير من حرفيّة شعاره «تصميم يحرك الحياة يحرك التصميم»، لتحكي كافة التصاميم عن مبدأ الحركة والتغيير الإيجابي، وفق المديرة الشريكة لأسبوع عمّان للتصميم رنا بيروتي، حيث امتلك الأسبوع عنصراً نشطاً فريداً، مما يتيح للزوّار فرصة اكتشاف شامل لمشهد التصميم في الأردن.

ومن أكثر فعاليات الأسبوع لهذا العام اللافتة والهامة، «مساحة الصنّاع المتنقلة»، حيث شكّلت مساحة تفاعلية كونها تجمع الناس لتبادل المعارف المتعلقة بالتصميم والمهارات والموارد.

وبحسب هيا بسطامي التي تدير برنامج « مساحة الصنّاع المتنقلة»، فإن هذا البرنامج يعد خطوة تهدف الى الوصول الى الناس في مناطقهم وإثراء برامجه التعليمية، حيث جالت حافلة خاصة بالأسبوع عدة محافظات في المملكة، مبينة أنها تهدف (الحافلة)، والتي تأخذ طابع منشأة التعليم المتنقلة، منح طلبة المدارس فرصة للتعليم من خلال جلسات تفاعلية في مجالات عدة أبرزها؛ الحرف اليدوية، وإعادة التدوير، والمواد المستدامة، والتصنيع الرقمي والروبوتات.

كما عملت «مساحة الصنّاع المتنقلة» وفق بسطامي على تنظيم ورشات عمل أولية لهواة التكنولوجيا، من حرفيين ومهندسين وعلماء ومصممي المستقبل من جميع الأعمار، وبعدما جالت هذه المحطة أربع محافظات شملت اربد، الزرقاء، المفرق، والكرك، استقرت في عمان وهي الآن تقدّم الأنشطة التي كانت تقدمها في المحافظات بعمّان تحديدا في مركز الحسين الثقافي.

ولفتت بسطامي إلى أنها تقدّم أحدث التقنيات لطلاب المدارس الحكومية الذين تتراوح أعمارهم بين 17-14 عاما، وفي الوقت ذاته تنظيم ورش عمل تركز على اعادة التدوير والوعي البيئي، لإحياء فكرة إستخدام المواد التي هي متوفرة من حولنا، وتعمل على استضافة طلاب مدارس لهذه الغاية.

وتمكنت «مساحة الصنّاع المتنقلة» وفق البسطامي، من إشراك 500 طالب وطالبة في برنامج تعليمي للمدارس الذي يديره أسبوع عمان للتصميم، الى جانب الدعم اللوجستي الذي قدمته كل من «إنجاز» ووزارة التربية والتعليم، كما تم ترتيب جولات ميدانية للمدارس الحكومية والخاصة لمنح 800 طالب وطالبة إضافيين الفرصة لاستكشاف معمّق لمعارض أسبوع عمان للتصميم في رأس العين، والتي تشمل معرض الهنجر، وحيّ الحرف، وإشراكهم في ورش العمل الخاصة بالتصميم والحرف التي تصنع في «مساحة الصنّاع المتنقلة» والمتواجدة في موقع المعرض.

وبينت بسطامي أن «مساحة الصناع»، الذي أنشئ العام الماضي للاحتفاء بحركة الصناعة والصناعيين في الأردن، يتحول الى «مساحة صناع متنقلة»، تماشيا مع موضوع «الحركة»، تنقلت عبر الأردن خلال شهر أيلول، لإشراك طلاب المدارس الحكومية وآخرين في ورشات عمل وفعّاليات أخرى، ومن ثم تم إيقاف الشاحنة في منطقة رأس العين طوال مدة أسبوع عمان للتصميم.

فيما تستضيف أيام الأسبوع عددا ضخما من الأحداث التي تجعل من الحركة عنوانا هاما، وحقيقة في تفاصيل الحدث لتجعله مختلفا بالكثير من الأنشطة والتميّز، تاركا بصمة حقيقة في هذا العالم. الدستور



عدد المشاهدات : (3011)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :