عادت الاضواء الى جبل القلعة بعد اعلان ادارة مهرجان الاردن عن اقامة فعالياتها كلها في مسرح يتم الاعداد له حاليا يتسع ل 3000 شخص. وبذلك سيكون جبل القلعة محط الانظار على مدى شهرين هما فترة اقامة المهرجان. مع الاخذ بعين الاعتبار اهمية وقيمة المشاركين في الفعاليات من الفنانين المحليين والعرب والعالميين.

وقد بدأت منذ ايام الاستعدادات لذلك الحدث . وساهمت وزارة السياحة والاثار وامانة عمان الكبرى في تهيئة الظروف لاستقبال الاف الاشخاص من محبي الفن والموسيقيى العالمية وبخاصة القادمين من الدول العربية .

وتكتسب "القلعة" اهمية سياحية واثرية منذ قديم الزمان. وكان العمّانيون يجدون فيها متنفسا مريحا يلجأون اليه في مساءات الصيف الساخنة بحثا عن نسمات باردة. كما ان العشاق والعائلات يذهبون اليها للتمتع بمنظر جبال العاصمة من منطقة مرتفعة تطل على صحن عمّان. ولم تكن هي المرة الاولى التي شهدت فيها فضاءات جبل"القلعة" فعاليات فنية فقد سبق لمهرجان الاردن وغيره من المهرجانات ان استخدم ارض ومسرح جبل "القلعة" لاقامة فعالياته وان كان بشكل جزئي.

السياحة

يعد جبل القلعة من أكثر المناطق جذباً للسياح في عمان ، سواءً على المستوى الخارجي أو الداخلي. وتقام على أكتافه الحفلات الموسيقية ، حيث يعتبر أحد أماكن الإحتفال الرئيسية التي حدثت في مهرجان الأردن ، نظراً لموقعه المطل على معظم مناطق العاصمة عمان - وخاصةً وسط البلد ، حيث سيتم ربط المنطقة بالمدرج الروماني من خلال سكة قطار خفيفة (قطار أرضي) أو ما يعرف بالعربة التي سيتم تخصيصها لنقل السياح من منطقة المدرج الروماني إلى جبل القلعة وبالعكس

وتعتبر القلعة التي أقيمت فوق إحدى الهضاب المرتفعة المحيطة بعمان من أقدم المعالم المعروفة في المدينة ، ذلك لأهميتها التاريخية و مكانتها الخاصة بقلوب سكان عمان . دلت التنقيبات الأثرية بأن هذه القمة كانت قد استعملت كمكان للإستقرار البشري و كحصن قبل عدة آلاف من السنين ، و حسب بعض التقديرات منذ 7000 سنة - اي منذ الفترة التي شهدت ولادة حضارة وادي النيل . قدمت الحضارات وولت ، إزدهرت و إضمحلت ، لكن القلعة ظلت صامدة . و يمكن الملاحظة أن بعض الحضارات استقرّت في الموقع لقرون طويلة ، كالرومان الذين احتلوا المنطقة عام 63 ق.م و ورثتهم البيزنطين الذين دامت سيطرتهم لمدة سبعة قرون لحين وصول العرب المسلمين عام م634 . أما سيطرة الأمويين فقد استمرت لفترة تقل عن قرن واحد قبل أن يتمكن العباسيون من قلب نظام الحكم الأموي و السيطرة على المنطقة في منتصف القرن الثامن.

متحف

كما تعد القلعة بمكانة متحف مكشوف حيث بإمكان الزائر أن يسافر عبر الزمن ليشاهد بقايا الحضارات التي تعاقبت على الموقع . ترتبط القلعة بمعبودات وثنية ذكرت في أسفار العهدالقديم ، وقد تعرضت للعديد من الهزات الأرضية و الحروب الدموية ، وحكمها قادة مشهورين ويجب الأخذ بالحسبان أن الأستقرار والسكن خلال الحقب التاريخية المتعاقبة لم يقتصر على القلعة التي كانت محاطة بألاسوار التحصينية بل أمتد إلى منطقة واسعة تحيط بوسط عمان . لذا فإن الأحتمال لا يزال قائما لأكتشاف مبان و منشأت قديمة - كالمدافن و العقود و بيوت السكن - في المنطقة المجاورة للقلعة. وتحتتضن القلعة أول متحف وطني للآثار ، وهو يحتوي على مجموعات من القطع الأثرية الهامة كالأواني الفخارية و التماثيل بالأضافة إلى مجموعات من قطع العملة المتنوعة و التي و جدت في عمان و مواقع اخرى في الأردن. هناك مساحات واسعة في القلعة لم يتم التنقيب فيها لذا فان الفرصة لا تزال مهيأة للعثور على مكتشفات هامة خاصة مع تقدم اساليب التنقيب و البحث العلمي.

معبد هرقل

يوجد على جبل القلعة هيكل هرقل (أو يدعى معبد هرقل) ، والذي بناه الإمبراطور الروماني أوريليوس ، وقد نصب تمثالاً لهرقل عند مدخل الهيكل. وتدل بعض النقوش التي وجدت في الموقع بأن المعبد كان قد شيد في السنوات 161 - 166م. والذي بقي من المعبد هو واجهة مكونة من ستة أعمدة ضخمة ، وتوجد على جبل القلعة أيضاً بقايا كنيسة بيزنطية ، والتي ترجع إلى القرن السادس الميلادي. كما يوجد عل جبل القلعة القصر الأموي والبركة المنحوتة في الصخر ، وهو بناء يعود إلى الفترة الأموية.

تطور تاريخي

كما يوجد على قمة جبل القلعة متحف الآثار الأردني والذي شيد سنة م1951 ، لكي يكون الشاهد على حضارات قديمة والتاريخ العريق الذي مرَّ به المنطقة: كما يبين المتحف مراحل التطور التاريخي الذي مرَّ به الأردن. والمتحف من أهم المتاحف في المنطقة ، حيث يتكون مقتنياته من الأثريات الذي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الحجري القديم ، وأخرى إلى العهد الروماني مروراً بالعهد الأموي: بالإضافة إلى أهم وأبرز المقتنيات التاريخية ، والتي هي عبارة عن مجموعة من التماثيل الحجرية التي تصوّر أجساداً بشرية تعود إلى عام 8000 سنة قبل الميلاد. كما توجد مخطوطات البحر الميت ، والتي تتضمن أقدم نصوص التوراة: والتي تم اكتشافها بطريق الصدفة داخل جرار فخارية في أحد كهوف شمال غرب البحر الميت. كا يعرض المتحف كل ما يتعلق بحياة الإنسان القديم في هذه المنطقة ، من خلال الأواني الفخارية والتماثيل والصور والأدوات والكتابات القديمة: والتي تروي حكايات تعود إلى عصور ماضية.