رغم أن الاحياء الشعبية في مدينتي الزرقاء والرصيفة تعاني أساسا من الاكتظاظ والعشوائية اضحى مسلسل الازعاج الصادر من مكبرات الصوات في البكبات حاضرا دائما يغزوالاحياء الشعبية في المدينتين.

هذا الكابوس يبدأ منذ ساعات الصباح الباكر بالأبواق التي تطلقها باصات المدارس وبعد الساعة الثامنة يستمر الازعاج والقلق الصادر من المكبرات الصوتية التي تبدأ تجوب الاحياء الشعبية معلنة عن بيع الغاز والخضار والبطيخ والاثاث المستعمل والادوات المنزلية والمنظفات.

واضافة الى ذلك هناك ظاهرة جديدة أقلقت سكان الاحياء والحارات وهي سهرات الشباب الصغار وأصحاب السوابق والزعران وأصواتهم المزعجة في الازقة وتحت أعمدة الانارة وعلى مداخل المنازل حتى ساعات الصباح الاولى.

ويصف المواطن عزمي فايز الذي يقطن منطقة الغويرية الحلم المزعج الذي يعاني منه سيما وأن طبيعة عمله الليلي في احدى الشركات تحتم عليه النوم نهارا  صوت أبواق الباعة من البندورة والخيار والبطيخ والغازمسلسل يستمر الى أن يصل الى بائع المواد المنزلية والمنظفات, ولذلك احتفظ بكميات احتياطية من مسكنات الصداع التي لا تفارق جيوبي

ويقول المواطن علي خليفة من منطقة جناعة أن المنطقة المحاذية للحي على امتداد سكة الحديد والمنطقة الواقعة بين مخيم الزرقاء وحي جناعة تشكل مخاوف للاهالي خاصة النساء والاطفال حيث تتحول المنطقة الى ظلام دامس ومرتع للخارجين عن القانون والمشردين في ظل غياب كامل للانارة التي كانت مطلبا لسنوات طويلة إضافة الى مطلب كشك أمني بهذه المنطقة

ويشير المواطن عاطف محمد الذي يقطن حي ابن سيناء (برخ) ان اهالي الزرقاء رغم الكثافة السكانية الهائلة والبؤر البيئية الساخنة اصبح يغزوهم تحد جديد تحت مسمى المزعجين الجدد في ظل صمت الجهات المعنية وغالبا ما يتم الاتصال مع رقم العمليات لكن لا حياة لمن تنادي. وطالب عاطف بتفعيل قانون إقلاق الراحة العامة على مستوى أحياء الزرقاء الشعبية لان الوضع أصبح لا يطاق فمن حق الموظفين والعمال بعد يوم عمل شاق أن يرتاحوا في منازلهم دون منغصات.

فيما يرى المواطن مراد مصطفى من منطقة عوجان أن أبواق السيارات لم يعد الهاجس الوحيد الذي يعاني منه المواطنون القاطنون في الزرقاء والرصيفة لان هناك فريقا كاملا لاوركسترا فرقة الازعاج من خلال السماعات التي يركبها اصحاب البكبات على بندات سياراتهم وبعض البكبات يضع سماعتين أقوى من سماعات الجامع وعلى مرأى من رجال الامن العام ومسؤولي البلديات.

وتقول ميرفت عاشور ان القاطنين في أحياء عوجان وجناعة والحسين ومعصوم وجبل طارق اصبحوا يعانون من مرض فوبيا الاصوات العالية وللاسف المحافظة والبلديات لا يوجد لها دور نشط في هذا المجال رغم الشكاوى المتعددة.

هاشم علي طالب ثانوية عامة يقول اقطن في منطقة حي الاسكان والباعة المتجولون يتهافتون على هذا الحي رغم وجود عشرات المحلات التي تبيع الخضار والفواكه والادهى والامر أن سائق البكب يأتي ثلاث مرات في اليوم بما في ذلك بكبات شراء الخردوات والاثاث المستعمل التي تشجع الاطفال ضعاف النفوس على سرقة محتويات منازلهم وبيعها مقابل مبالغ زهيدة, ويضيف انا معتاد على الدراسة صباحا لكن السيارات والمكبرات تحرمني منها فأضطر الى هجرة الحي والذهاب عند شقيقتي في ضاحية الاميرة هيا علما ان هذا الامر يكبدني مواصلات تصل الى ثلاثة دنانير يوميا

من جانبه قال مدير شرطة الزرقاء العميد عبد المهدي الضمور أن المديرية ومن خلال أقسامها ومراكزها الامنية المنتشرة على مستوى مناطق المحافظة وضعت خطة عمل شمولية تحت عنوان (صيف هادئ وأمن للمتنزهين والزوار والمواطنين ) حيث أن المديرية تقوم بتسيير حملات أمنية ومحطات أمنية على مدار الساعة من ضمنها الدخول الى الاحياء الشعبية القديمة في مدينة الزرقاء.

وبيّن العميد الضمور أن الحملة تشمل أيضا عمليات ضبط جميع سيارات البكب التي تستخدم مكبرات الصوت بشكل غير حضاري بالاضافة الى متابعة الاعراس التي تكثر في فصل الصيف وعدم السماح بأغلاق الطرق النافذة التي هي مخصصة أصلا للمواطنين وكذلك متابعة أمور الزعران والطائشين في الاحياء المكتظة منوها أن فرق العمليات تعمل على مدار الساعة ولن تسمح الاجهزة الامنية بجميع طواقمها بتعكير صفو أي مواطن وما على المواطنين الا المبادرة والاتصال مع العمليات والابلاغ عن أي أزعاج موجود.

واضاف بخصوص البكبات المتجولة سيتم تحويل المخالفين الى محافظ الزرقاء لان هاجسنا أحياء آمنة خالية من المنغصات والازعاجات. (العرب اليوم)