رم- الكرك

تشهد الاراضي الزراعية في مختلف مناطق محافظة الكرك اعتداءات صارخة من المواطنين ، خاصة في مجال بناء الشقق السكنية والمحلات التجارية ، بحثا عن الحصول على موارد مالية كبيرة بعد سنوات الجفاف المتلاحقة وما تركته من اثار سلبية على الزراعة وارتفاع اجرة المباني السكنية ، مما أدى إلى استياء العديد من أبناء المحافظة من هذه الاعتداءت التي ستساهم في القضاء على الرقعة الزراعية الخضراء خلال السنوات المقبلة.

واشار محمد علي الطراونة الى أهمية الاراضي الزراعية في خدمة الاقتصاد الوطني وتوفير سبل العيش الكريم للمزارعين عند استغلالها الاستغلال الامثل وزراعتها بالمحاصيل الحقلية والاشجار ، مبينا أن الزحف العمراني على هذه الاراضي سيؤدي الى القضاء عليها ، وبالتالي يساهم في تقليل الاستثمار في المجالات الزراعية المختلفة.

وأكد سالم الرواشدة ان مناطق المحافظة تزخر بالاراضي الزراعية الخصبة ذات التربة الحمراء والقابلة لزراعة كافة الاصناف وأن الاعتداءات عليها باقامة الابنية الحديثة قلص هذه الرقعة ، وساهم في تقليل فرص العمل في المجال الزراعي.

كما بين محمد النوايسة ان استغلال الاراضي الزراعية بالمحاصيل وغيرها من الاشجار المثمرة يؤدي الى مردود اكبر بكثير من الاستثمار في البناء الذي يقام عليها ويؤدي الى دمارها ، موضحا أن هناك الاف الدونمات في مختلف مناطق المحافظة قسمت الى وحدات وتم بيعها الى مواطنين بهدف التجارة .

وبين علي الصرايرة ان مناطق مؤتة والمزار الجنوبي ومؤاب شهدت اعتداءات متزايدة على الاراضي الزراعية التي وصلت اثمانها الى الاف الدنانير بسبب وجود جامعة مؤتة في المنطقة والتزايد السكاني في اللواء ، مشيرا الى ان هذه المناطق كانت تسد احتياجاتها الذاتية من مخزون القمح والشعير والحمص والعدس رغم اتباع الوسائل التقليدية الا انها في هذه الايام وبعد الاختزال الذي تشهده الاراضي الزراعية اصبحت بأمس الحاجة الى شراء الطحين من الخارج.

ولفت عودة الله المجالي الى ان الوضع الاقتصادي المتدهور للمواطنين في المحافظة ناجم عن تقليص الرقعة الزراعية والاعتداءات المستمرة عليها من خلال البناء التجاري والمنزلي ، داعيا الجهات المختصة وخاصة البلديات عدم منح التراخيص لاقامة هذه الابنية بشكل عشوائي وتحديد المساحات والاحواض المخصصة فيها البناء وفرض غرامات على المخالفين .

وأكد هاني القيسي ان التهاون من قبل الجهات المختصة جعل الاراضي الزراعية فريسة سهلة لاصحاب المطامع المادية ، مبينا ان اراضي المحافظة معظمها من الاراضي البكر التي لاتحتاج الى كميات كبيرة من المطر لضمان محصول جيد وان الاعتداء عليها يساهم في تلويث البيئة من خلال انشاء المصانع والافران وغيرها من المشاريع التي تؤدي الى القضاء على هذه الاراضي.

عبدالحميد سالم المعايطة أكد ان بناء صاحب الارض في ارضه وزراعتها يحد بشكل تدريجي من الاعتداءات على الاراضي الزراعية. 

"الدستور" التقت مدير زراعة الكرك المهندس اكثم مدانات الذي قال : ان هناك اعتداءات كبيرة على الاراضي الزراعية من خلال البناء العشوائي في كافة مناطق الكرك وبدون استثناء ، مما يؤدي الى الحاق الضرر بالاراضي الزراعية والغطاء النباتي في المحافظة.

وطالب مدانات باصدار تشريعات جديدة من شأنها الحد من عملية البناء في المناطق الزراعية و ، تنظم عملية البناء ، اضافة الى ضرورة تشكيل لجان مختلفة مؤلفة من وزارتي البلديات والزراعة ونقابة المهندسين والاراضي والمساحة لتحديد الاراضي التي يمكن البناء عليها ، والتخفيف من عملية البناء في الاراضي الزراعية . (الدستور)