فضة مأدبا تصمد أمام الذهب و الالماس


رم -
رم- تراثنا


ظل حنا حنانيا وفيا  للفضة طيلة ازيد من ستين  عام   فلم يغريه بريق الذهب ولمعان الالماس فالمشغولات الفضية إحدى الحرف التراثية التي صنعت مستقبله واسرته تستهويه منذ ان كان طفلا  ومازالت .
فبعد ان زاول المهنة  بسوق الصاغة والفحيص وجبل عمان يقول  استقر بي الحال في  مادبامنذ 13 عاما  وعلى اعتبار انها من اكثر المدن السياحية الاردنية جذبا للسياح الباحثين عن منتج سياحي تراثي يؤرشف للمكان الذي قصدوه .
ومن الاشكال التي يصنعها حنا: سمكة الكرك , عرجة الشمال , كلدان السبعاوي التي يمضي في صناعتها من يومين الى ثلاثة ايام ليبيعها باسعار متهاودة  مشيرا الى ان اسعار محله مميزة وتستهوي الزائر .
 واصر حنا الذي يحب ان يكنى بأبي خليل ان يتوسط مشغله للمشغولات الفضية الشارع السياحي,شارع الحسين بن علي  ، الذي يعبره السياح صباح كل يوم مفتخرا ان ما يصنعه من فضيات باحجام صغيرة لها علاقة حميمة بالتراث الاردني .
ونجح  حنانيا   فـي ترويج حرفة صياغة الفضة المتوارثه  على الطريقة القديمة والتي  تعطي دلالة على الرقي الإنساني والاجتماعي الذي وصل إليه الفنان الاردني في تطوير وتحسين الحرف التراثية والحفاظ على طابعها القديم.  
وتشير الإحصائيات من العاملين في الحقل السياح أن الإقبال على اقتناء المصنوعات الحرفية التراثية يتركز بشكل أساسي على السياح الأجانب وبالذات مشغولات الفضة  لدقتها كالحلي ، أما  السياح العرب فيطلبون الخواتم المزخرفة بأشكال هندسية رائعة .
وطالب حنانيا بتسهيل اقامة دورات لتعليم  صناعة الفضة للايتام وذوي الاحتياجات الخاصة والعاطلين عن العمل لاكسابهم حرف تراثية تساعدهم على اقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل0 
ولايخفي انزعاجه من وجود منافسه غير عادله لوجود صناعة الفضه التركيه والهنديه التي لها حضور عند البعض لكنه علي ثقه بصمود الصناعه الاردنيه لما تتمتع به من جوده واتقان 
وكان مركز تعزيز الانتاجية (ارادة) قد عقد اتفاقية مع صاحب مشغل حنانيا للمشغولات الفضية  لعقد دورات تدريبية  لعدد من فتيات المحافظة لاكسابهن مهن تراثية وبالتالي توفير فرص عمل  تتلاءم مع وضعهن الاجتماعي.
ويوضح صاحب المشغل الستيني «  حنانيا» بأن مهنة صناعة الحلي والفضيات هي مهنة متوارثة أباً عن جد، فالفضة تعتمد الزخارف النباتية والزخرفة الإسلامية والمسيحية.
   ثمة تنوع كبير في الأشكال والزخارف الهندسية والتطعيم بالجواهر المختلفة التي تجعلها تحف نادرة وأكثر جمالية من خلال دقة الصنع والتشكيل. 
وترى المتدربة ملك  (.....)التي امضت اربعة اشهر في التدريب  أن الحلي والمشغولات الفضية تستهوي السائح وخاصة من النساء منوهة أنه ثمة استمتاع من قبل السياح لرؤية الطرق المتعددة التي تمر بها عملية التصنيع لأي شكل او قطعة مراد تصنيعها .
 أنها  ، اي المتدربة تشعر بمتعة أثناء انهماكها في تصنيع قطعة ذات شكل تصميمي ،وبعد تجهيز القطعة الفضية من الحلي خاصة يقتنيها السائح لما فيها من اتقان وفن وهندسة  تفوق التصور لأنها بحسبها « تشبع رغبات السياح».
  يحتوي محل حنانيا 11 الة لصناعة واعداد الفضة التراثية فيما يقدر رأس مال محله بحوالي 70 الف دينار يأمل ان تمكنه ظروفه المادية باستيراد الات من ايطاليا تساعده على ابراز المنتج التراثي الاردني بأفضل صوره واحلاها .
 وزيرة السياحة والاثار مها الخطيب  زارت المشغل غير مرة فيما اقترحت في اخر زيارة لمدينة مادبا الشهر الفائت تحويل المشغل لمركز تدريبي يستقطب كافة الراغبين في اكتساب مهنة صناعة الفضة التراثية على سبيل الحفاظ على التراث الاردني بكافة اشكاله ونماذجه  . (الراي)



عدد المشاهدات : (15516)

تعليقات القراء

ابو سيف
اللة يعطيك العافية يا معلم
30-04-2010 12:00 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :