رم - تعتبر محمية غابات عجلون متنفسا سياحيا للأردنيين ووجهة للسياحة الخليجية وبعض الدول الأجنبية، إذ يرتاد الموقع سنويا عشرات الآلاف من السياح، ما يشكل قيمة مضافة للمنطقة، ساهمت عبر برامجها و مشاريعها بتنمية المجتمعات المحلية المحيطة بها.
وتضم المحمية حاليا 13 شاليها خشبيا و10 شاليهات مغطاة بالخيم باشرت الجمعية الملكية والمحمية بإعادة تأهيلها من جديد ليصبح سعة المحمية زهاء 90 شخصا، كما تضم المحمية مطعما حديثا يتسع إلى 80 شخصا. و تعتبر المحمية وفق مديرها المهندس ناصر عباسي، افضل مكان ممثل للغابات المستديمة الخضرة في الاردن مثل البلوط والخروب والبطم والقيقب، لافتا إلى أنها واحدة من الجمعيات التي أسستها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة العام 1987، بهدف حماية التمثيل الأفضل لنمط غابات السنديان دائمة الخضرة بمساحة 12000 دونم.
وبين أن تأسيس المحمية جاء بناء على دراسة للاتحاد العالمي لصون الطبيعة والصندوق الدولي للأحياء البرية العام 1987، مشيرا إلى ان المحمية تتكون من مجموعة من التلال ذات الارتفاعات المختلفة يصل أقصاها إلى 1100، ويتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة نزولا إلى أدنى ارتفاع يبلغ تقريبا 700م ، وتحيط بها قرى راسون وعرجان وباعون ومحنا والطيارة وأم الينابيع.
ولفت إلى أنها تحتضن العديد من الحيوانات والنباتات مثل الخنزير البري والدلق الصخري وابن آوى والثعلب الاحمر والضبع المخطط والسنجاب الفارسي والقنفذ والذئب، كما تمثل المحمية أحد 4 أقاليم توجد في الأردن وهو إقليم البحر المتوسط الذي يتمثل بغابات السنديان.
وأكد عباسي أن المحمية تعد موقعا مهما للسياحة البيئية والريفية والثقافية، مشيرا إلى أن المنطقة تخلو من أي ملوثات او مشاريع صناعية تضر بالبيئة، وتتميز بتنوع حيوي هائل يتمثل بوجود أكثر من 500 نوع نباتي و90 نوعا من الحيوانات والطيور البرية.
ولفت إلى ان موقع المحمية مسجل كأحد المواقع المهمة في المنطقة والعالم لمراقبة الطيور خاصة أثناء موسم الهجرة ووجود سكان محليين أصليين داخل المحمية وحولها مازالوا يحتفظون بتراثهم ومجموعة من العادات والتقاليد والمنتجات المحلية التي تجذب السائح، إضافة للتنوع الزراعي وخاصة العضوي وانتشار ينابيع وقنوات المياه ما يوفر منتجات زراعية على مدار العام كأنواع عديدة من الفواكه المحلية كالتين والرمان والتفاح والدراق والزيتون والخضراوات والفواكه المجففة.
واضاف المهندس عباسي أن المحمية قامت بافتتاح 6 ممرات سياحية توفر للسائح إمكانية التجول بالغابات والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار وزيارة القرى وتناول وجبات الطعام الريفية في القرى المحيطة وزيارة البساتين والاودية وشراء المنتجات الزراعية من المزارعين، لافتا إلى ان هذه الممرات هي الايل الاسمر، الرك روز، الصابون، بساتين عرجان، مار إلياس، وممر قلعة عجلون.
وبين أن المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التابعة للمحمية تهدف بشكل أساسي إلى الحد من الفقر والبطالة من جهة وحماية التنوع الحيوي في المحمية من خلال إيجاد فرص عمل بديلة للمجتمعات الزراعية المحيطة بالمحمية للحفاظ على الغابات.
ولفت إلى ان المشروع شمل القرى المحيطة بالمحمية وعدد سكانها زهاء 18 ألف نسمة حيث تم ربطها مع مشاريع السياحة البيئية من حيث تطوير مجموعة من الممرات السياحية التي تربط القرى بالمحمية والتجوال فيها مشيا على الأقدام والشراء المباشر من المزارعين وتناول وجبات الطعام، إضافة إلى قيام المحمية بتسهيل مهمة الجمعيات المحلية الحصول على القروض بالتعاون مع مرفق البيئة العالمي ووزارة السياحة ومشروع الوكالة الاميركية.
وأشار عباسي إلى أنه تم إنشاء مبنى أكاديمية الطبيعة داخل المحمية حيث يأتي إنشاء الأكاديمية في عجلون لتطور طبيعي لبرنامج التدريب الإقليمي للجمعية ويهدف إلى إعداد المركز الأول المتخصص في التدريب وبناء القدرات على تقنيات الطبيعة وإدارة برامج التنمية الاقتصادية الاجتماعية والخدمات المتصلة بها بما فيها السياحة البيئية.
وأشار إلى أن الأكاديمية ستساهم في خلق فرص عمل مباشرة لأبناء المنطقة من خلال العمل في الأكاديمية او الخدمات المرافقة لها كما ستقوم برفد السوق الأردني والإقليمي بكفاءات مؤهلة ومتخصصة في العديد من المجالات .
وبين أن مساحة الأكاديمية تبلغ حوالي 3000م2 وتتضمن قاعات تدريب و جناحا للمكتبة ومختبر حاسوب وعيادة طبية ومستودعا للمعدات وسكنا للعاملين في الأكاديمية إضافة لمساحات خارجية للتدريب في مجالات البحث والإنقاذ والتسلق ومطعما يتسع لأكثر من 300 زائر ومركز معلومات سياحيا حول الغابات، مشيرا إلى أنه روعي في تصميم الأكاديمية أن تكون صديقة للبيئة من عدة عوامل أهمها كالبناء في موقع محجر قديم بحيث يعمل البناء على معالجة مشكلة بيئية قائمة واستخدام حجارة الموقع في البناء واستخدام العزل الحراري لتوفير الطاقة شتاء وصيفا، و استخدام نظام "geothermal " لتدفئة وتبريد مبنى الأكاديمية باستخدام حرارة باطن الأرض استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه.
وبين ان الأكاديمية تنفذ 4 أنواع من البرامج التدريبية وهي برامج ترفيهية وتدريبية خفيفة تكون نهاية الأسبوع ولعدة ساعات مثل الرسم الطبيعي، التصوير الفوتوغرافي، اليوغا، تسلق الصخور للمبتدئين، وبرامج تدريبية قصيرة من يوم إلى أسبوع وتركز على المهارات الأساسية في حماية الطبيعة، والتنمية الاقتصادية الاجتماعية مثل "مبادئ حماية الطبيعة، مبادئ السياحة البيئة، مبادئ إدارة المحميات، مبادئ التعليم البيئي، مشيرا إلى أن البرنامج الثالث يهدف إلى بناء وإعداد خريجين متخصصين في مجالات التدريب في التنوع الحيوي، التنمية الاقتصادية الاجتماعية إدارة المحميات والدلالة والإرشاد السياحي في المناطق الطبيعية. الغد