السفيرة جونيفر: الفلبين الثالثة عالميا بتحويلات العاملين في الخارج


رم - ضمن لقاءاته الفكرية استضاف منتدى الفكر العربي سفيرة الفلبين لدى الأردن السيدة جونيفر ماهيلوم- ويست، في محاضرة بعنوان "الفلبين والعالم العربي: قصة التجارة والهجرة والإيمان في عالم معولم"، بحضور دبلوماسيين ومثقفين وكُتَّاب وإعلاميين، وأدار اللقاء الأمين العام للمنتدى د. محمد أبوحمور، الذي قال في كلمته التقديمية: إن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات في مسار أنشطة المنتدى مع سفراء الدول الصديقة، التي يربطها مع الأردن والعالم العربي علاقات وثيقة ومميزة وتاريخ مشترك، سواء على صعيد السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة والمجتمع.



كما أشار د. أبوحمور إلى أن العلاقات بين الأردن والفلبين أصبح عمرها في شهر مارس من العام الحالي (2016) أربعين (40) عاماً، وكانت بدأت في شهر مارس عام 1976 بعد زيارة جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال وجلالة الملكة علياء - رحمهما الله - إلى العاصمة الفلبينية مانيلا. وتتميز العلاقات الأردنية - الفلبينية بقوتها وحيويتها. وهناك حوالي 7000 طالب أردني درسوا في الجامعات الفلبينية، والميزان التجاري بين الأردن والفلبين بلغ العام الماضي حوالي 12 مليون دينار، ولا يزال الأمل أن يزداد التبادل التجاري أكثر بجهود الجانبين، ويكون هناك علاقات أوسع اقتصادياً بين رجال الأعمال في البلدين، بعد أن زار وفد من رجال الأعمال الفلبينيين الأردن العام 2015 والتقوا بنظرائهم الأردنيين. وهناك اتفاقية توأمة بين مدينة مادبا الأردنية ومدينة فلبينية شبيهة بها تمّت هذا العام بمناسبة مرور (40) عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية. وهناك اتفاقية بين وزارتي العمل في البلدين لتنظيم سوق العمل.
وأشاد د. أبوحمور بمواقف الفلبين وشعبها الذي تجاوز ما مر به من صعاب خلال العهود الاستعمارية واستطاع أن ينهض ويصنع الازدهار في بلاده، ولا سيما في النشاط التجاري مع العالم، الذي هو مصدر الثروة الاقتصادية الأول للفلبين، إضافة إلى تحويلات الفلبينيين بالخارج التي تبلغ سنوياً حوالي 29.7 مليار دولار، وأيضاً الزراعة والسياحة مما يعتبر موارد اقتصادية مهمة لهذه الدولة.
وأعرب عن التقدير الكبير لسعادة السفيرة جونيفر ولبلدها على الاهتمام الفلبيني بالعلاقات مع الأردن والعالم العربي وتأييد الدور الإنساني للأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الأول ابن الحسين في إغاثة اللاجئين السوريين، وأيضاً التأييد الفلبيني لدعم الأردن في هذا المجال، والتوافق بين البلدين في مختلف القضايا المتعلقة بالسلم والاستقرار الدولي.



في محاضرتها أوضحت السفيرة جونيفر أنه منذ العصور القديمة، كانت الدوافع الرئيسية الثلاثة لإقامة روابط بين الفلبين والعالم العربي هي التجارة والهجرة والإسلام، حيث كانت هنالك هجرات وتنقلات من قبل تجار عرب ومسلمين من شبه الجزيرة العربية إلى شرق آسيا بحثا عن فرص أفضل، وقد جلب هؤلاء معهم إلى الجزر الفلبينية الأفكار والممارسات الإسلامية، التي تجذرت وازدهرت في الفلبين وفي المنطقة، مما اعتبرته السفيرة جونيفر "عولمة سابقة" للعولمة الحالية حين كان التجار العرب يسيطرون على التجارة الدولية في المنطقة ولديهم محطات ومراكز تجارية في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، وخاصة فيما يتعلق بتوجيه التجارة مع الصين.
وأشارت إلى أن الفلبين شهدت موجات لاحقة من المهاجرين من الشرق الأوسط تتكون من الأرمن والسوريين واللبنانيين والأردنيين والفلسطينيين واليهود الشرقيين، الذين وصلوا إلى شواطئ الفلبين خلال الفترة الإسبانية الاستعمارية (1571-1898) والفترة الأمريكية (1898 -1945)، ومعظمهم من الذين أعيد توطينهم في أستراليا ونيوزيلندا. وخلال 800 سنة، وصلت عدة موجات من الهجرة من الشرق الأوسط إلى الفلبين، حاملةً معها الأفكار والممارسات والمعتقدات التي من شأنها أن تتداخل في التعددية الثقافية الفلبينية الظاهرة اليوم؛ إذ يقدر أن نحو 2% من الفلبينيين أصولهم عربية.



أما فيما يتعلق بالعمالة الفلبينية في الخارج فإن 10% من إجمالي عدد السكان البالغ 110 مليون نسمة هاجروا خارج بلدهم، وهناك ما يقدر ب 2.5 مليون عامل مؤقت منتشرون في منطقة الشرق الأوسط. وتأتي الفلبين في المرتبة الثالثة ضمن أعلى المعدلات في العالم بعد الهند وجمهورية الصين الشعبية في حجم التحويلات الواردة من العاملين في الخارج، التي بلغت 29.7 مليار دولار في عام 2015. وهذا يمثل 10% من الناتج المحلي الإجمالي في الفلبين.
وأوضحت السفيرة جونيفر أن منطقة الشرق الأوسط هي من أكثر المناطق في اجتذاب الهجرات للعمل، حيث يوجد فيها عدد كبير من المستثمرين والمهندسين والأطباء والمعلمين وعمال البناء وخدم المنازل القادمين من شرق آسيا، بما فيها الفلبين.
وأشارت إلى أن استطلاعاً أجري عام 2015 بيَّن أن واحداً من بين كل أربعة عمال الفلبينيين في الخارج (24.7%) يعملون في المملكة العربية السعودية، التي تعد الوجهة الأولى للعمال الفلبينيين، تليها الإمارات العربية المتحدة (15.5 %)، وهونغ كونغ (5.9%)، والكويت (5.8%)، وسنغافورة (5.7%)، وقطر (5.5%).



عدد المشاهدات : (2732)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :