السبب وراء عشق رائحة المولود الجديد


رم -

إذا شعرت يوماً ما برغبة عارمة في وضع أنفك على جسم طفل حديث الولادة، وأخذ نفس عميق وطويل لتشم رائحته، فنحن نفهمك تماماً، فالرائحة المحببة للأطفال الرضع تعتبر واحدة من أروع الروائح في العالم، فهي جذابة جداً، لدرجة أن شركات مصنعة للعطور أصدرت مؤخراً عطورا باسم المولود الجديد، كما أن معظم أنواع مستحضرات التجميل تستخدم دائماً مصطلع”الطفل المنتعش” (baby fresh) لوصف رائحة ذلك العطر الخفيف والدافع إلى السرور.
هذا الإقبال العالمي على رائحة الأطفال الحديثي الولادة يطرح التساؤل التالي: ما الذي يسبب هذه الرائحة بالضبط؟
على ما يبدو فإنه لا يوجد أحد يعلم السبب، ولكن تبعا لعلماء الكيمياء ،فإن إحدى النظريات تشير إلى أن هذه الرائحة تأتي من المواد الكيميائية التي تفرزها الغدد العرقية للطفل، وعلى اعتبار أن هذه الرائحة لا تستمر سوى لأسابيع قليلة، فإنه من الممكن أن تكون نتيجة لعملية التمثيل الغذائي التي يقوم بها الطفل، والتي تتغير عندما يبدأ الرضيع بالأكل والشرب ولا يعود معتمداً على حبل معلق بأمه للحصول على قوته.
من جهة ثانية، يضيف هؤلاء العلماء بأن هناك نظرية أخرى تشير إلى أن هذه الرائحة تنبع من المادة اللزجة الشمعية بيضاء اللون (الطلاء الجبني) التي تكسو جلد الأطفال حديثي الولادة الذين قد غادروا للتو قناة الولادة وحضروا إلى العالم، وعلى الرغم من أنه عادة ما يتم غسل هذه المادة على الفور، إلّا أن رائحتها قد تبقى على الجلد لفترة وجيزة.
و بشكل عام، وأياً يكن السبب، فإن الأمر يبدو وكأنه جزء من خطة ذكية طبيعية تجعلنا نقع على الفور في حالة حب مع هذه المخلوقات التي تحتاج رعايتنا وتعتمد اعتماداً كلياً علينا، كما ان هذه الرائحة تساعد الأمهات على التعرف والإرتباط بأبنائهم، حيث تظهر الأبحاث بأنه عندما تقوم الأم بشم رائحة طفلها، فإن مراكز المتعة في دماغها تبدأ بالإضاءة، أي بمعنى آخر، فإن الأمهات يشعرن بشعور المكافأة عندما يقضين وقتاً مع أطفالهن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن رائحة الأطفال الحديثي الولادة ليست هي الطريقة الوحيدة لنحب ونرعى الأطفال، فتبعاً للدكتورة (هيلين فيشر)، وهي عالمة أنثروبولوجيا بيولوجية، فإن هذه الرائحة المميزة بالإضافة لغيرها من الصفات مثل صغر الحجم وضعف البنية ،تضطرنا جميعاً لنصبح متعلقين جداً بالأطفال حديثي الولادة وتجعلنا نريد مساعدتهم للبقاء على قيد الحياة.
نهاية، فإن الطفل البشري عادة ما يكون هشاً للغاية، فإن لم يكن ضعيفاً وغير قادراً على المقاومة، فلن نشعر حينها برغبة في رعايته، مما سيؤدي إلى موته، وهذا مع الوقت سيؤدي إلى موت البشر أيضاً، فمن كان يظن بأن رائحة الطفل (وباقي خصائصه الجذابة الأخرى) هي وسيلة لبقاء البشر؟




عدد المشاهدات : (6863)

تعليقات القراء

ابو نزار
ارجو الانتباه عند النقل من المواقع الأجنبية مراعاة الترجمة بما يتناسب مع عقيدتنا فالله هو الخالق وليس (الطبيعة الام)والحمد لله الذي خلق كل شيء بقدر
06-12-2015 10:55 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :