«اليد» .. ضربة معلم بـ غينيس


رم - ما تزال كرة اليد تتصدر الواجهة في الالعاب الرياضية، فهي اضحت كبطل رئيسي لعديد من الموضوعات والتقارير اليومية، التي يفرضها واقعها، من حيث القرارات التي باتت تؤثر على اللعبة سلبا، بالمشاركات الخارجية، او من حيث نتائج البطولات.
نعلم اننا تطرقنا الأسبوع الماضي لهموم اللعبة، وحاولنا ان نوصل للاتحاد رسالة بان كرة اليد لم تعد قادرة على نزف مزيد من الدماء، ولا تحتاج الا لوقفة صادقة بعيداً عن حسابات المناصب، بالرحيل او البقاء، ونقصد ان يكون هنالك لجنة متمكنة قادرة على توحيد الصف وإنهاء خطر الانقسام الذي بات يغلف اجواء اللعبة و يضرها أكثر مما ينفعها.
وحتى لا يختلط الامر على مجلس ادارة الاتحاد ورئيسه، فحل الاتحاد او استمراره موضوع لا يعنينا من قريب او بعيد، فالهيئة العامة للاتحاد، واللجنة الاولمبية المظلة الرسمية للرياضة الأردنية، قادرتان على مشاهدة الواقع، والتقييم بصورة مثالية دون محسوبية لجهة على اخرى، لكن ما يهمنا هو المشاهد التي لا يمكن «الصمت» عنها، بان تمر مرور الكرام.
كرة اليد النسوية والتي هي فرع من فروع اللعبة، اصبحت مسألة «كيميائية» كمعضلة الاندية المعترضة، لا يمكن حلها، او الاقتراب منها، ليس لصعوبتها، بل لاصرار الاتحاد على اكمل قصة بدأها ويرغب في روياتها حتى السطر الاخير بغض النظر عن كل المعطيات الاخرى، من ترسيخ ثقافة اللعبة، او تعليم الاساسيات، او حتى مراعاة الجانب النفسي للاعبات، حتى لو كان الفصل الاكبر من القصة مَليء بمقاطع الرعب المخيفة!.
ما شهده الدوري النسوي منذ انطلاقة، لا يبشر بالخير، فنتائج الاسبوع الاول التي تفاجئنا منها لتجاوزها حاجز الـ50 هدفا لفرق وضعف التسجيل لاخرى، ترك غصة في القلب، لحال اللعبة، لكن ما خرجت به منافسات الاسبوع الرابع الذي جرى اليومين الماضيين، وضع الاغلال حول الاعناق من هول النتائج، ففوز حرثا على القوقازي 98/7 يعتبر «كارثة»، فالنتيجة قد تسجل في كرة السلة، وفوز وادي السير على العربي 6/4 «مصيبة» اخرى، النتيجتان تدلان على خطورة الوضع، وان مفاهيم كرة اليد تاهت خطواتها.
اذا كان الهم من تنظيم البطولة دون الرجوع الى الاسس الصحيحة، فهي ناجحة بكافة المقاييس، ونؤكد اننا في حال اخطرنا المشرفين على موسوعة «غينيس» بالرقم الذي سجله حرثا من الاهداف فانه يضمن دخول كرة اليد الاردينة في كتاب الأرقام القياسية، فهي فرصة لتحقيق انجاز عالمي، لكن اذا كان الفكر من البطولة هو المنافسة وايجاد جيل جديد، فالاخفاق هو الشيء الذي تحقق وبجدارة.
لا نرغب بتعميق الجراح اكثر، الا ان فكرة تنظيم الدوري من البداية غير صحيحة، فالاصل ان يتم ترتيب البيت الداخلي، واقتراح منافسات تتناسب مع الفئات العمرية، لا ان نزج الناشئات بصراع الكبار، فالاصل ان ننشىء اللاعبين صغار العمر بالطريقة المثلى، لا ان نكون خبراء بتطوير الفئات العمرية خارجيا، دون ان نلمس ذلك على ارض الواقع.
اما من حيث، تحقيق البطولة مردود فني يتناسب مع قيمة المصروفات!، خصوصا ان المعلومات الواردة ان كل مباراة تكلف قرابة 200 دينار، والدوري يتضمن 22 مباراة، مجموعها (4400)، نضف الى ذلك انه يدفع لكل نادٍ مشارك قرابة 3000 دينار، اي (18000 الف للاندية)، وتزيد المصاريف المالية لشؤون غير الحكام والمراقبين والاندية، كحجوزات وغيرها، ليقارب المبلغ نحو (25000) دون ان يكون هنالك اي فائدة فنية والتي تعتبر الغاية من تنظيم المنافسات المتنوعة للنساء والرجال والفئات العمرية.
اخيراً، على الاتحاد ان يخرج من منطقة الخطر بسرعة، بالابتعاد عن اقناع نفسه ومن حوله بإقدامه على العمل الذي يجب ان يكون متقن، وليس مجرد عمل خالٍ من الاهداف، وعلى الهيئة العامة ان تكون اكثر ايجابية وتسهم باعداد مناهج التطوير وتشرف عليها، لا ان تغيب وتظهر كل عام باجتماعات الجمعية العمومية!.



عدد المشاهدات : (2581)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :