جودة يترأس وفد الأردن لاجتماع لجنة القدس


رم - ترأس وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده وفد الاردن لاجتماع الدورة 20 للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي التي تعقد برئاسة جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية/رئيس لجنة القدس في مدينة مراكش المغربية والتي بدأت اجتماعاتها اليوم.

واستعرض الملك محمد السادس في كلمته الافتتاحية المخاطر المحدقة بالقدس الشريف من جراء الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة فيها وشدد على ضرورة التصدي المتناغم والمنسق لها منوها باهمية العمل الجماعي من خلال لجنة القدس لانجاز مثل هذا النهج الجماعي للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها القدس الشريف.
وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان القدس تشكل صميم الحل السياسي المنشود وشدد على ان الانتهاكات الاسرائيلية فيها يجب ان تتوقف، منوها بدور الحماية والرعاية والوصاية الهاشمية للقدس ومقدساتها والذي يتولاه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ومعبرا عن التقدير لهذا الدور الهام.
وشدد وزير الخارجية وشؤون المغتربين باننا في الاردن، ومن خلال الرعاية الهاشمية التاريخية للقدس الشرقية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية واهلها، والتي يتولاها صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية و خادم الأماكن المقدسة في القدس، والتي اعيد التأكيد عليها في الاتفاق التاريخي الذي وقع من قبل جلالته واخيه فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في شهر اذار من عام 2013 و الذي اودع بدوره رسميا لدى جامعة الدول العربية واشارت منظمة التعاون الاسلامي الى اهميته، فاننا لا ندخر جهدا في التصدي لكل الاعتداءات والاجراءات الاسرائيلية بكل ما اوتينا من وسائل واساليب، حماية للقدس الشرقية واهلها ومقدساتها وعروبتها .
وأضاف جودة "ونقوم بالاتصال المستمر واليومي مع مختلف القوى الدولية المؤثرة لوقف هذه الانتهاكات الاسرائيلية المدانة، وننبه العالم الى حقيقة ان المساس بالقدس ومقدساتها، وفضلا عن ابعاده وتداعياته السياسية الخطيرة، فأن له ابعاد روحانية ودينية ووجدانية من شانها ان تستفز وتؤلب مئات الملايين من الناس لما للقدس من مكانة في قلوب ووجدانيات المسلمين والمسيحيين فى شتى انحاء العالم.
واضاف جوده بأن الاردن لن يالوا جهدا في اتخاذ كل التدابير المتاحة في الدفاع عن القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها واهلها، مشددا باننا سنظل ننهض بهذا الدور وهذه المسؤولية التاريخية والواجب القومي مهما كبرت الصعاب وتنامت المشقة، وبصرف النظر عن تطورات السياسة وابعادها.
وقال جوده بان الاردن ينشط في العمل على كشف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية إزاء الحرم القدسي الشريف و البلدة القديمة في القدس في شتى المحافل الدولية بما فيها منظمة اليونسكو ومن خلال التواصل مع الدول الاعضاء في مجلس الامن ومع الامين العام لمنظمة الامم المتحدة وقادة العالم.
وبين وزير الخارجية بان اجتماع لجنة القدس في دورتها هذه يأتي والقدس الشريف و مقدساتها تتعرض لتهديدات واعتداءات ممنهجة ومتصاعدة و غير مسبوقة، حيث تعمل السلطات الإسرائيلية على تغيير وضع القدس الشرقية كمدينة تقع تحت الاحتلال العسكري الاسرائيلي، اسوة ببقية الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وكذلك تغيير طابع المدينة و هويتها العربية الإسلامية، من خلال الكثير من السياسات و القرارات و القوانين و الإجراءات الإدارية و غيرها، و التي تهدف في مجملها إلى تغيير الوضع القائم في القدس الشرقية و فرض حقائق جديدة على الأرض، و إفراغ المدينة المقدسة من اهلها العرب مسلمين و مسيحيين، الأمر الذي يتناقض مع كافة القوانين و الأعراف الدولية، ويمثل استمرارا لانتهاك اسرائيل للعديد من قرارات مجلس الامن التي اعتبرت مثل هذه الاجرءات الاسرائلية في القدس الشريف باطلة ومنعدمة الاثر ومخالفة للقانون الدولي والانساني الدولي ويجب ان تتوقف فورا.
وبين جوده بان الجانب الإسرائيلي، و منذ فترة ليست بالقصيرة، يتخذ إجراءات أحادية الجانب تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك و تهدد سلامته و أصالته، وكذلك الحال بالنسبة للبلدة القديمة و إرثها الثقافي و أسوارها من الجانبين، و بما يشكل إنتهاكاً صارخاً ومستمرا للقانون الإنساني الدولي ، حيث تواصل السلطات الإسرائيلية الحفريات داخل البلدة القديمة و بالقرب من أسوارها الملاصقة للحرم القدسي الشريف، و في العديد من المواقع الأخرى، و بما يهدد جديّاً بحدوث إنهيارات في الحرم الشريف، بالإضافة للتدمير الممنهج الذي تتعرض له الآثار الإسلامية في البلدة القديمة بما فيها الحرم القدسي الشريف، و تشمل هذه الإنتهاكات حفر الانفاق تحت المسجد الأقصى المبارك و وجود أكثر من مائة نقطة للحفريات داخل الحرم القدسي الشريف وحوله. فضلا عن القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على حرية الدخول للحرم القدسي الشريف بالنسبة للمسلمين بما يمثل إنتهاكاً صارخاً لحرية المُعتقد و العبادة، و خرقا لكافة الأعراف و القوانين الدولية التي تكفل الحرية الدينية للجميع، بما يشكله كل هذا بمجمله من خطر حقيقيً، و تهديدً مباشرً لزهرة المدائن واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ونبه جوده أن السلطات الإسرائيلية تعمل و بشكل خاص منذ عام 2011، على إعاقة أعمال الصيانة و الإدارة اليومية لدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية المسؤولة عن إدارة الحرم القدسي الشريف، كما تعمل على إعاقة مشاريع الإعمار الهاشمي، و بما يتناقض مع إتفاقية لاهاي 1954 بخصوص حماية المُلكية الثقافية في حالة النزاع المسلح، و التي بموجبها يُعتبر الأردن الطرف القانوني الوحيد المسؤول عن إجراء أعمال الصيانة في الحرم القدسي الشريف.
واضاف وزير الخارجية وشؤون المغتربين بانه و بالرغم من ذلك فان اعمال الاعمار الهاشمي في القدس الشريف وللمقدسات فيها تتواصل رغما عن هذه الاعاقات الاسرائيلية المدانة، ومن ضمن هذه الاعمال صيانة وتجديد منبر صلاح الدين وفرش السجاد في المسجد الاقصى واعمال الترميم والصيانه للمصلى المرواني، فضلا عن النفقات الادارية والمالية واللوجستية للاوقاف الاسلامية والقضاء الشرعي في القدس الشريف، وهذه الاعمال انما هي جزء من كل اوسع بكثير من اعمال الصيانة والحماية والوصاية الهاشمية التاريخية في القدس الشريف التي يتولاها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى ايده الله.
وعبر وزير الخارجية وشؤون المغتربين عن تقدير المملكة الاردنية الهاشمية للدور الهام الذي تقوم به لجنة القدس التي تشكل مرتكزا للعمل بشكل جماعي وتكاملي وتطوير مقاربة جماعية فاعلة ومتناغمة تعمل بشكل دؤوب على وقف كل هذه الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية في القدس الشرقية ولحقوق اهلها والاعتداءات على مقدساتها، ومساندة كل جهد ودور قائم يهدف الى رعاية وصيانة القدس وحمايتها، وصولا الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية والذي من شأن استمراره او استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على القدس الشرقية ان يؤدي الى استحكام حالة الحرب واستحالة تحقيق السلام الفلسطيني- الاسرائيلي والعربي-الاسرائيلي الاشمل، مشددا على مساندة الاردن للجهود الامريكية الجارية والتي تهدف الى تجسيد حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين وحل القضايا الجوهرية كلها وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة بهذا الشأن وخاصة مبادرة السلام العربية وبما يلبي بالكامل المصالح العليا للدولة الاردنية التي لكل هذه القضايا الجوهرية مساس مباشر بها.



عدد المشاهدات : (4082)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :