باسيج الأردن ومصر!


طارق مصاروة


فيما كان وزير الخارجية الإيراني يطوف بعض عواصم المنطقة، لينشر نوعاً من البدايات الايجابية لعلاقات إيرانية – عربية جديدة ومتوازنة، كان قائد «الباسيج» الإيراني يبشر سامعيه في حشد بطهران بأن باسيجه ستشكل في الأردن ومصر باسيجاً تابعاً لثورة الخوميني .. تماماً كالباسيج في لبنان وفلسطين!!.
وذلك في نوع من توازن العمل الخارجي الذي بدأ بالاتفاق الإيراني – الأميركي بشأن مشروع طهران النووي، مع متطلبات «الثورة» في الداخل. وتغطية التراجع الإيراني الذي سيشمل ما هو أكثر من التنازل في المشروع النووي، بعد أن لم تعد الخطابات النحاسية قادرة على تغطية الافلاس الاقتصادي للدولة نتيجة لعقوبات دولية شملت كل دول العالم فيما عدا سوريا وكوريا الشمالية وهي كيانات مفلسة هي الأخرى، وتنتظر «المعونات» الإيرانية لتستمر!!.
والباسيج في الأردن ومصر، يتوسل القضية الفلسطينية ليبرر هذه الجرأة التي تتجاوز مقاييسها المعروفة، فقائد فرقة القمع التي تمارس ثوريتها على تنانير وشعر فتيات المدن الإيرانية، أو التعرض لكل حزب أو تجمع فكري، بالاعتقال والاغتيال.. فيما يشبه شبيحة النظام السوري.. ومهماتها، يعيد إلى أذهان مستمعيه خطاب الخميني أثناء الحرب مع العراق «بأن الثورة ستنتصر، وأن جيوش إيران ستطوق إسرائيل وتقضي عليها!!. ويظهر أن قائد الباسيج الذكي لا يريد أن يتذكر أو يذكر مستمعيه، أن الجيوش الإيرانية لم تنتصر على العراق، وأن الخميني قبل «تجرّع السم»، صدع لقرار مجلس الأمن وسحب جيوشه المهزومة من خطوط القتال!!.
لا أحد سينبه وزير الخارجية الإيراني في جولته العربية للخطاب الخشبي الذي اطلقه قائد الباسيج فالوزير الذكي سيجد الجواب الذي يعرفه الناس كلهم، أن أكثر خطابات عسكر إيران، هي بضاعة للاستهلاك الداخلي، فباسيج مصر أبعد من مجرّد التصوّر الطفولي العبثي، بعد أن بقيت دولة الشيعة الفاطمية في مصر أكثر من مائة عام، وانتهت على يد صلاح الدين دون أن تترك وراءها شيعياً واحداً!!. وباسيج الأردن هو حلم ليلة صيف كان يبيعه جماعة حماس كلما جاءتهم دفعة على ..الحساب!!.



عدد المشاهدات : (2123)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :