الاردنيون بين امنيات السعادة .. وخواتم الاحزان ..


رم - صبري ربيحات

في الاردن اليوم تتوالى على اسرنا مناسبات الافراح حتى تقارب ان تكون غالبية الايام اعباد......ففي كل عام تلد الاردنيات ما يزيد على 180 الف مولود
في كل جمعه تنطلق اكثر من700 جاهة لاتمام مراسم الفاتحة واكاليل الخطوبة في بوادي واحياء وقرى البلاد من جنوبها الى شمالها......تتوالى اعداد خريجي رياض الاطفال والمعاهد والجامعات الاردنية والامريكية والسودانية. وينجح الكثيرين من ميسوري الحال والمحبين والعائدين من الاغتراب في ترتيب حفلات اعياد الميلاد.. وذكرى الزواج لاحبابهم وذويهم......ولا يفوت هواة الاحتفالات مناسبات الترقية ....وراس السنة الميلادية والهجريه ....واعياد الفصح ..والفطر.. والميلاد ..والاضحى ..والهولوين ..وسان بيتر.....وغيرها من المناسبات الوطنية وغير الوطنية.

بالمقابل فهناك مناسبات توديع الاحباء الذين اتموا رحلة الحياة تاركين الكثير من كنوز الذكرى لجموع الذين احبوهم اباء وابناء واصدقاء ومعارف ومحبين وكارهين وجيران.........وفي الحالتين يلتقي العماد والمذقنون والمأذونون والقساوسة والمرتلون..والطهاة ... والموسيقيون.. والمطربون.. وضباط الايقاع ...وامهات العذارى..واقارب الراحلون الحزانى والذين افتعلوا اللوعة على الفراق.....

يلتقون جميعا يعيدون جملا لا يعنون مقاصدها ولا يعونها...............وفي الاحزان كما في الافراح يفرض الحدث طقوسه على الصغار والكبار...والنساء والرجال...والمستقبلون والمشاركون......حيث ينتظم الجميع ويندمجوا في فصول الحدث ويأخذوا مواقعم بمشاهد شكسبيرية تجسد مفهوم الحياة كمسرح واسع نحن فية الممثلون.
يؤدون ادوارهم التي حلوا فيها دون ان يحفظوا النصوص التي توارثتها الاجيال لادوار المشاركين ومواقعهم على مسارح الاحداث التي تداعى لها الجميع بعفويه
وفعلوا فيها لغة التواصل الرمزي التي تصبح في افضل تجلياتها....بحيث ان الملاحظ يستطيع ان يقدر درجات التأثر الصادق ...والمزيف ....من ملامح ..ومواقع.. وايماءات المشاركين لا من هيئاتهم واحاديثهم .

الملفت اليوم هو استمرارية تشبثنا بطقوس الافراح.... ومراسم الاتراح....دون كلل اوملل......بالرغم من تباعد المسافات وانشغالاتنا التي تمتد على ساحات العالم
فكثيرا مايؤجل السير في مراسم توديع الراحلين لحين وصول احبابهم المقيمون في الاطراف البعيدة من الدنيا.........وهناك العشرات من الاشخاص الذين تفرض مكانتهم على العريسين ادخال برامجهم في حساب الترتيبات التي يتخذونها لاتمام مراسيم الرباط المقدس.

اليوم فقدت الكثير من طقوس الفرح بهجتها التقليدية .........وتراجعت ادوارها في ادخال السعادة التي ندعو ان تحققها لنا نحن المشاركين فيها.......البعض منا يجد في بيوت العزاء الكثير من السلوى والعزاء الذي لا ولن يجده في حفلات الاعراس الصاخبة .....وجاهات الخطوبة المهيبة..........ومواكب التخريج المخيفة.

في دور العزاء تجد الناس اقل توترا...واكثر انسجاما وتواصلا.....لا تلمح فيها علامة من علامات الضيق التي
تراها في مناسبات الفرح التي افرغناها من وظائفها ودلالاتها التي انتجت الاغاني والرقصات والالحان التي نسمعها ولاتعني للبعض اكثر من لحن راقص يساعدنا على التمايل في كل الاتجاهات.



عدد المشاهدات : (4311)

تعليقات القراء

فراس الحمد
مقال رائع لمعالي الدكتور صبري , وبالفعل نفتقد امثالك في مواقع المسؤولية هذه الايام , حفظك الله .
24-12-2013 01:56 PM
رجب الربيحات
كلام رائع من رجل رائع
24-12-2013 12:27 PM
محمد عبدالمهدي ربيحات
عفوا لماذا لم يتم نشر تعليقي؟؟؟

علما بأنني قمت بإرساله في الثامنة صباحا
24-12-2013 12:15 PM
طارق ال خطاب
والله انك انسان رائع وصاحب قرار ونحن نفتقد لصاحب القرار
24-12-2013 09:35 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :