الخبز، ام بسكوت ماري انطوانيت


اعتقد بأنه لا يختلف معي احد حين اقول بأن رغيف الخبز قد اصبح المطلب الرئىسي في هذه الايام ، واعتقد بأنه لا يطول الوقت الذي سنشاهد فيه الناس وهم يتجمهروا مرددين في اصوات عالية ..

الرغيف - الخبز .. هذا عدا عما سيرافق ذلك من صخب وعنف ، واعتقد في الوقت ذاته بأن الامر للوصول بجماهيرنا الى هذه الحالة لم يكن قد جاء من فراغ حيث اظن بانه لن يختلف معي احد بأن هنالك جهات ترسم مخططاتها لكي تصل الى حالة البحث عن الرغيف ليس الا ، وهذا القول ليس جديدا.

فاهل هذا الوطن كان معظمهم مزارعين واخص بالذكر منهم اصحاب اراضي الشفا التي كان ملاكها يزرعون فيها الحبوب واهم تلك الحبوب القمح ، لكن الحال تغير واصبحنا ننتظر وصول الطحين من خارج الوطن بحيث ان لم يصل سنظل نبحث عن الرغيف ومن اهم الاسباب التي كانت تدفع المواطن في هذا الوطن لاستغلال ارضه في زراعة الحبوب قديما هو ان كل مالك لهذه الارض على اختلاف مساحتها يملكها لوحده ويزرعها لنفسه فيرمي فيها الحب وينتظر الغيث والرحمة من الرب ، اما اليوم فان معظم الاراضي الصالحة لزراعة الحبوب في الشفا اصبحت مملوكة على الشيوع لورثة الملاك الاوائل والملاك الحاليين على الشيوع لا يزرعون الارض لعدم معرفة اي واحد فيهم الموقع الذي سيزرع فيه ان هو قرر ان يزرع ، ولهذا تظل الارض بدون حراثة ولا عناية الا اذا اتفق الملاك على الشيوع بتأجيرها للغير وهذا الغير يقينا لن تكون عنايته في الارض شبيهة بعناية المالك الحقيقي لهذا قل الانتاج .. وسيقل وسيظل يقل مع الايام. واظن ان هذا قد اصبح واضحا امام كل ذي بصيره ، اذن الخبز في حالة نقص مستمر ، والجماهير في هذا الوطن سيزداد ازدحامها للحصول على رغيف الخبز كما اصبحنا نشاهد ذلك في مواقع اخرى في الاوطان العربية المجاورة ، وازدحام الناس على الخبز يقينا سيحدث ضوضاء وسيحدث صخبا وربما يحدث شغبا وهذا الحال في تقديري سوف لن تحمد عقباه وحينها لن ينفع قول الاغنياء والمتنفذين ، كما قالت ماري انطوانيت حين رأت الجماهير في حالة تحشد وفي حالة شغب وسألت عن اسباب تحشدهم وشغبهم وقيل لها بأن هؤلاء الناس لا يجدون الخبز كي يأكلوه حينها قالت ببساطة .. ولماذا لا يأكلون بسكوتا ما داموا لا يجدون الخبز.. ؟

انني اتوجه بخطاب هذا على شكل سؤال وهو:

الخبز .. ام بسكوت ماري انطوانيت . وكلنا يعلم النتائج التي وصل اليها الحال مع بسكوت ماري انطوانيت. لهذا فان الامر يحتاج منا جميعنا بان نفكر بامانة وموضوعية وصدق بعيد عن الوعود الجوفاء كي نضع انفسنا في خدمة هذا الوطن واهله .. حيث لا يكفي تقديم الوعود التي لا تتحقق ..

والله من وراء القصد.




عدد المشاهدات : (1796)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :