بلد الازد واحفاد الجلندي


هنا مواقع الازد العرب.. وهنا بلد جفر ( وعبد) ابني الجلندي المستكبر ملكي عُمان الذين دخلا الاسلام زمن الرسول واستجابا لدعوته فوراً.. وصلت الى مسقط لحضور انعقاد الدورة التاسعة والعشرين لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. الجو هنا ربيعي جميل لا تتجاوز الحرارة فيه (24) درجة حيث اختارت القمة هذا الزمن من السنة لانعقادها . وعادة ما يبتهج الصحفيون المدعوون حين تكون سلطنة عُمان هي المستضيفة اذ ان هذا الانعقاد للمجلس هو الخامس على ارضها توالياً في الاعوام 1985 وقد كنت هنا وفي الاعوام 1989 و 1995 و(2001) والان 2008 وما بين 1985 وحتى2008 مرت (23) سنة تطورت فيها سلطنة عُمان تطوراً مذهلاً لمسته في كافة مرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية .. فمن بلد لم يكن مع بداية عهد السلطان قابوس عام 1970 يمتلك شيئاً يمكن للدولة الحديثة ان تذكره او تفاخر به الى دولة ناهضة تميزت على مستوى الخليج بجملة من الفوارق التي لمستها فقد حصلت السلطنة على المركز (18) في قائمة الدول التي تتمتع بالحرية الاقتصادية وفقاً للتقرير السنوي للحرية الاقتصادية لعام 2007 ..

كما تحتل السلطنة المرتبة الاولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال توطين الوظائف وقد حققت ايضاً المرتبة الثالثة على مستوى الشرق الاوسط والثانية والاربعين على المستوى الدولي وفقاً لمؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2007 والذي شمل (157) دولة كما حصلت على المرتبة الثانية عربياً في مؤشر سيادة القانون الذي تضمنه البنك الدولي لعام 2006 وبدعم من السلطان قابوس ثم انشاء كراسي علمية عديدة في عدد من ابرز جامعات العالم لدراسة الحضارة العربية والاسلامية وتحقيق فهم افضل لهذه المنطقة ومن ابرز هذه الجامعات هارفورد الامريكية وكامبريدج البريطانية وملبورن الاسترالية واوتراخت الالمانية وحتى جامعة بكين وهناك مركز في واشنطن تدعمه السلطنة يقوم بدوره في التواصل الفكري والحضاري بين الشعوب..

هنا الان تقوم الاستعدادات التي تستقبل بها سلطنة عُمان الدورة التاسعة والعشرين لقادة مجلس التعاون وقد جاء صحفيون من مختلف انحاء العالم لمتابعة انعقاد هذه الدورة وما تحمله من جديد ففي قاعة جبرين بفندق الانتركونتننتال تتوفر كافة اشكال الاتصال وخدمات الاعلام ويستطيع المراقبون ان يلمسوا مدى التطور الذي اصابته السلطنة وتوظيف هذا التطور لانضاج ما يتخذه مجلس التعاون من قرارت سيما وأن المجلس كان في مطلع هذا العام في يناير (كانون الثاني من هذا العام 2008) قد اتخذ خطوة لبدء العمل بالسوق الخليجية المشتركة تنظر استكمال خطواتها والتي يترتب عليها الكثير وقد جاءت هذه الخطوة في ظل استقرار اقتصادي ومداخيل عالية تأتت من التدفقات الحاصلة من ارتفاع اسعار النفط (قبل بدء هبوط الاسعار ووقوع الازمة المالية العالمية التي بدأت في الولايات المتحدة لتضرب العالم بعد ذلك ) فهل ستمضي قمة مسقط الخليجية في هذا المجال وهل يتواصل بحث الملفات الطموحة المتعلقة بتحقيق العملة الخليجية الموحدة ومعرفة أو تحديد زمن تطبيقها وما هي التطورات الاقتصادية اللاحقة الان وكيف ستؤثر التداعيات الجديدة في العالم على قرارات القمة وهل سيكون التأثير نحو الاسراع في الانجاز لهذا القرار التاريخي أم باتجاه الابطاء والتأجيل لمزيد من البلورة ؟ لقد كان المجلس وفي دورات سابقة قد اتخذ موعداً مستهدفاً لتحقيق هذه الخطوة عام 2010 فهل سيتغير هذا التاريخ ام سيبقى وهل سيكون التطبيق بداية بين عدد من دول المجلس المعتمدة اكثر قبل ان يشمل التطبيق الجميع .. ومن هي الجهات المعترضة وما هي وجهات نظرها .. كما فعلت دول المجلس في تطبيق قرارات اخرى لها بين دولها بالتدريج..

سلطنة عمان كما عملت في الكواليس تدفع باتجاه تعميق سيرة التكامل في مجالات التعاون الامني والدفاعي والبيئي وفي مجال التنقل بين دول المجلس بالبطاقة الشخصية ..

في جدول الاعمال للقمة التاسعة والعشرين قضايا اقليمية ودولية ترفد وتحيط بالقضايا الخليجية للمجلس وهي تأتي لتبرز دور المجلس في هذا المجال .فدول المجلس مطلوب منها دور اكبر في دعم التضامن العربي واستعادته ولعل نموذج الدوحة الناجح لجمع الاطراف اللبنانية هو واحد من هذه الظواهر كما عملت المملكة العربية السعودية في لقاء مكة على جمع الصف الفلسطيني بين فتح وحماس دون ان ينجح ذلك وقد دفعت دولة الامارات باتجاه دور اوضح في الرباعية العربية لدعم حل للقضية الفلسطينية ووقفت بجانب السلطة الوطنية الفلسطينية .حيث كان وزير الخارجية الاماراتي في زيارة الى رام الله وقد حضر قداس منتصف الليل في كنيسة المهد الى جانب الرئيس محمود عباس في بيت لحم ..كما بذلت سلطنة عمان دوراً ملموساً في تقريب المحورين العربيين بقبولها القمة على الطرفين وساعدت في تحسين الاجواء واستعادة العلاقة بين الاردن وقطر كما عملت دول المجلس وتحديداً عمان على تخفيف التوتر الاقليمي المصاحب للجدل حول البرنامج النووي الايراني وابعاد شبح الحرب واستمرار التعبئة التي حرضت عليها الادارة الامريكية في وقت سابق في العام 2007 وحتى بداية 2008 المجلس مظلة واقية واطار ملطف في العلاقات ليس بين دوله وانما مع العالم في كافة الاتجاهات .




عدد المشاهدات : (1143)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :