حُلْــمُ ليلــة مقْمــرة !!


وكأنه حلم ليلة ربيعية مقمرة فالعرب تجاوزوا حواجز الإعتدال و الممانعة وبدأوا رحلة العودة الى أيام الصفاء ووحدة الصف ووحدة الموقف والأشقاء الفلسطينيون ، والمقصود هو حركة فتح وحركة حماس ، خرجوا من خنادق الإقتتال والمواجهة وعادوا لمهرجانات العناق ولعن الفراق والبكاء على صدور بعضهم بعضاً ومتمردو دارفور تخلوا عن تمردهم وأعلنوا طيَّ صفحة الماضي القريب وأبدوا إستعداداً مشفوعاً بشروط بسيطة للعودة الى حضن الأم الحنونة في الخرطوم .

.. وهكذا فإن قمة الدوحة ستنعقد في وقتها المحدد في نهايات آذار « مارس » المقبل وبجدول أعمالها المتفق عليه وبحضور كل من لم يحضروا القمة الطارئة السابقة والمؤكد ان محمود أحمدي نجَّاد لن يكون من بين الحضور هذه المرة فهذه قمة عربية دورية مخصصة للقضايا العربية التي غدت أكثر من الهمِّ على القلب والتي كل قضية منها فرَّخت قضايا كثيرة كل واحدة منها إنتفخ بطنها بدورها بعشرات القضايا الرئيسية والثانوية والهامشية والجدية .

وأيضاً فإن لقاء الفصائل الفلسطينية الثلاثة عشر المقرر يوم الأحد المقبل سينعقد في القاهرة في وقته وسيتم الإتفاق على تشكيل حكومة إنتقالية خلال ستين يوماً بدل هاتين الحكومتين حكومة غزة وحكومة الضفة الغربية ، تعد لإنتخابات رئاسية وتشريعية إنْ مبكرة وإن في وقتها في كانون الثاني « يناير » المقبل وتشرف على التنسيق مع الدول المانحة لإعادة إعمار غزة .

كل شيء على مايرام ولأنه لم يعد هناك عرب عاربة وعرب مستعربة ولأن المعتدلين تخلوا عن إعتدالهم والممانعين تخلوا عن ممانعتهم ولأن لبنان لم يعد ساحة لحسم الصراعات وتسديد الحسابات الإقليمية فإن إنتخاباته المقرر إجراؤها في حزيران « يونيو » المقبل ستجري كعرسٍ ديموقراطي وبلا حواجز وحواجز مضادة وبلا سماع إلا أصوات الإبتهاج والفرحة وستكون كل الطرق ، كما كان يقول مذيع لبنان المبدع شريف الأخوي رحمه الله في بدايات الحرب الأهلية ، سالكة وآمنة .

ضعوا أيديكم في مياه باردة فالمرحلة مرحلة إستعادة الوعي ولذلك فإن مسيرة المصالحات الفلسطينية - الفلسطينية ستتواصل بسلاسة وبروح رياضية عالية وأن مصير إتفاقية مكة المكرمة لن يتكرر وأنه لن تكون هناك منذ الآن فصاعداً لا حرب إعلامية ولا تصريحات من العيار الثقيل على غرار ما ساد منذ ذلك الإنقلاب المشؤوم لا أعاده الله ولا إتهامات تخوينية وإتهامات مضادة .

ستُطوى صفحة دارفور وستتوقف العدالة الدولية عن ملاحقة الرئيس عمر البشير وسيصبح هم السودانيين هو هم كل شعب مستقر وعلى قلب رجل واحد ولن تكون هناك بعد الآن تدخلات خارجية ولا مذابح داخلية ولا مخيمات لاجئين في أوطانهم ولا جنوب متمرد ولا أحزاب خارجة على القانون ولا زنازين وغرف أشباح مظلمة رهيبة .

إنه مجرد حلم ليلة ربيعية مقمرة .. وسينتظر العرب السعداء ، الذين سيودعون كل خلافاتهم وكل تباغضاتهم ومشاكلهم وإشكالاتهم حتى بما في ذلك مشكلة الإنقلاب العسكري في موريتانيا ومشكلة الصومال ومشكلة البوليزاريو ، إنتخابات أشقائهم الإيرانيين التي ستجري متلائمة مع الإنتخابات اللبنانية وستكون السعادة بعرض الأرض والسماء إذا جاء الفوز من حظ شيخ الإصلاحيين محمد خاتمي أطال الله عمره وحفظه ذخراً للعروبة والإسلام !! .. إنه مجرد حلم ليلة ربيعية مقمرة .




عدد المشاهدات : (1661)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :