بانتظـــار الربــاعية !


ما تريده حكومة أولمرت ليس شاليت المخطوف، قبل أن ترفع حصارها، وتهديدها بالحرب مرة أخرى،... وإنما تريد الحفاظ على الانقسام الفلسطيني. فلم يكن غريباً أن نسمع أن المبادرة المصرية عادت إلى التعثر، وأن التهدئة صارت موضوعاً مؤجلاً.. وأن الحوار الفلسطيني تأجل!!.

هل نحن نلعب اللعبة الإسرائيلية بجدارة واستحقاق؟! لا نعرف تماماً. فالاجابة على السؤال تعيدنا إلى عام ,1948. مروراً بألف مذبحة، وألف فشل، وألف معاناة. لكن المطلوب الآن هو الموقف العربي الذي يتجاوز الاعتدال والممانعة، و''المقاومة''، و''الانبطاح''. ولعل ما سمعناه عن اجتماع رباعي مصري -سوري - سعودي - أردني يطرح المرحلة بكل حقائقها الموجعة القاسية. ويأخذ منها موقفاً يواجه به الغموض التافه الإسرائيلي، والمجهول الأميركي.. ويضع أمام العرب في قمة الدوحة المقبلة خطة تأخذ موافقة العرب ووكالتهم. وتقاتل بكل الوسائل الممكنة بعيداً عن التكاذب، والتنافخ والادعاء!!.

الدولة الفلسطينية هي الآن، رغم جرح غزة، أقرب الى الصورة من أي وقت مضى. لذلك فإن المناورات الصهيونية هي الآن في أعلى وتائرها، مع ان السياسي الإسرائيلي يعرف أن الدولة الفلسطينية قادمة رغم أنفه، لذلك فهو يريد تشكيلها بما يناسب هيمنته عليها، وابتزازه العرب من خلالها.

إسرائيل لم تعد حامل مسؤولية الولايات المتحدة في المنطقة، منذ أن هبطت جيوشها فيها. وليست المؤهلة لمحاربة الإرهاب بالنيابة عنها. وأوباما لا يدين للوبي الصهيوني برئاسته،.. ويهود أميركا لم يعودوا رهائن لسياسيين تافهين في تل أبيب. وما نريد أن نقوله هنا هو إن الفرصة الأكثر جودة هي هذه الفرصة المتاحة لاقامة دولة فلسطين. وعلى الفلسطينيين مثل ما على الأربعة الذين سيجتمعون هذا الشهر أن يكونوا جديرين بدولة فلسطين العربية السيدة المستقلة.. وليس على دولة تقبل بها، وتهيمن عليها إسرائيل!.

إذا أراد الفلسطينيون الامساك بقضيتهم، فإن عليهم البدء بحوار معمق وحقيقي ودون مناورات، قبل القمة الرباعية. فإذا لم ينجحوا - وهذا متوقع - فإن على الأردنيين والمصريين والسوريين والسعوديين أن يفرضوا مفاتيح المرحلة، ومداخلها. فلم يعد الأمر يحتمل!.




عدد المشاهدات : (1652)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :