كلما سألت شخصا في الاردن ، يقولون لي انه"قاعد ع التلفون"بانتظار"التعديل الوزاري". وقد نصحني احد الاصدقاء الاّ أُشغل هاتفي كثيرا لربما جاءتني مكالمة مهمة من"الرئاسة". ولهذا"أصدرتُ"تعليماتي في البيت الى افراد اسرتي بعدم"شغل"التلفون الارضي خلال اليومين القادمين تحسبا لأية مكالمة قد تكون"مهمة". ومن ساعتها وانا"قاعد ع التلفون ".

لا اغادر البيت الا للضرورة القصوى. وحين اذهب الى العمل تظل عيني على التلفون . وبخاصة اذا جاءتني ارقام"غريبة"او ارقام"خاصة ". اتناول طعامي في السرير مثل المرضى. عيني لا تفارق شاشة التلفزيون. حتى محطة"عمّان"التي نادرا ما افتح عليها ، صرتُ اتابعها. بل واطلب من زوجتي متابعتها على مدار الساعة.

يسألني"رسمي": وينك يا رجل. اخبره انني"متوفر دوما"وانا"قاعد ع التلفون ". وارجوه الا يطيل"الحكي"معي ، وان يؤجل"النميمة"الى"الاسبوع القادم"اي بعد ان يتبين"الخيط الابيض من الاسود"وتكون الامور وضحت بالنسبة للتعديل الوزاري.

وهذا امر"نادر" ان يحدث. فانا رجل"نمّام"وبمرتبة شرف. لكن ، للضرورة احكام. قالت زوجتي : فكرت شو ممكن يسلموك. اي حقيبة. قلت : انا راضي بأي"شنطة"حتى لو كانت"شنطة"الخارجية. لانها كلها"رحلات وسفريات"وانا بحب"تغيير العتبات"مثل كل"الشحادين.

اتصلت (امس الجمعة) بمعظم اصدقائي. لقيتهم كلهم"قاعدين ع التلفون". حتى صلاة الجمعة صلوها في البيت. قال لي احدهم : افرض اتصل بي"نادر" فجأة ، ما يلاقينيش، طبعا مش معقول.

وحين اتصلت بأصدقائي من الوزراء. ايضا وجدتهم"مستنفرين" ولا يردون على اية مكالمة يا دوب مرحبا اهلين ومع السلامة وبنحكي بعدين. اكيد بتلاقيهم كلهم"قاعدين ع التلفون ".

آه يا بلد.. ( 5) ملايين اردني "قاعدين ع التلفون"، عن اذنكم ، رن التلفون. بجوز دولة "ابو أمجد" يطلبني،.

[email protected]