طــــاووس صــغير


كتبت قبل اسبوعين ، مقالا ، بعنوان "الشعب في خدمة الشرطة" ، وقد التقيت بعدها بيومين ، مدير الامن العام ، مع مجموعة من الكتاب ، لنتحدث عن الجهاز وانجازاته ، ومشاكله ، ايضا ، في حوار شفاف لم يخلو من حدة ونقد وانتقاد ، وسعة صدر المدير.

ولأنني بت أؤمن ان الدنيا انقلبت ، فبات الشعب في خدمة الشرطة ، بدلا من العكس ، كنت في وسط البلد ، يوم الجمعة الماضية ، ومقابل المسجد الحسيني ، في الساعة الرابعة وعشر دقائق ، شاهدت شرطيا ، يخالف سيارات الناس ، فسألته مازحا ، هل تخالفون ايضا ، يوم الجمعة ، باعتبار ان هناك دولا لا تخالف على مواقف السيارات ، بعد السابعة مساء ، او ايام العطل ، فقال لي وقد نفش ريشه كطاووس صغير ، "سنخالفكم ايضا يوم القيامة" فلم اعرف لحظتها ، اذا ما كانت "الملائكة" باتت تسجل في الامن العام ، او تتخفى بلباس شرطي ، وسط البلد ، ايضا ، ام انها مصيبة الجهاز ، بجلب كل حامل توجيهي ، ناجحا كان ام راسبا ، لافرق ، وتجنيده ، للتعامل مع الناس بهكذا مستوى من حوارات تقترب من الكفر ، والتجديف ، والعياذ بالله.

وبين يدي مدير الامن العام ، هذه القصة لمواطن يدعى رامي عبيدات حدثت في اربد انقلها ، له ، لعل هناك من يحاسب ، ويقف مع المواطن ، لمرة واحدة فقط. ويقول عبيدات في مظلمته: (تعرضت بتاريخ 8 ـ 2 ـ 2009 الساعة 30:12 صباحاً إلى موقف يعجز عن تفسيره العقل البشري ، حيث خرجت أنا وأحد أصدقائي لأخذ فنجان قهوة ومن ثم المغادرة بجانب مجمع عمان الجديد وإذ فوجئت بـ بك أب شرطة يقف بجانبنا ويعيق طريق خروجنا بما يعرف بالاصطفاف المزدوج لفترة 5 دقائق حاولنا أكثر من مرة الإيماء له بأضوية السيارة والزامور ليفتح لنا الطريق وهنا بدأت المشكلة ، حيث أن عناصر الشرطة أصابهم الملل وقرروا أن لا يبتعدوا عن الطريق ليظهروا سلطتهم علينا من باب التسلية وفرض الذات ، وخرجت لمحاولة أن أبين لهم أننا نريد المرور والخروج من هذا المكان ولكنهم قابلوني بالتجاهل والابتسامة الساخرة ، وأنا قد تقبلت هذا الموضوع بالصبر من باب احترام رجال الأمن لكنهم رفضوا احترامي وأبوا أن يفتحوا الطريق فقررت أن أعود إلى السيارة وانتظر بينما ينتهوا من شرب القهوة وفي طريق عودتي للسيارة خطر ببالي أن آخذ رقم السيارة فرآني الشرطي وناداني بتحدي وببرود أعصاب قائلاً: هل تريد أن تقدم شكوى ضدي أنا اسمي الوكيل ...وهذه ورقة وقلم اذهب وسجل رقم السيارة وبالعامية قال : (والله ما أنا سائل عنك ولا عن وزير الداخلية ولا حتى رئيس الوزراء) وكأنه فوق القانون .... هذا كلام مقتبس منه ، واصريت أنني لا أريد تقديم شكوى ولكنه أصر علي أن آخذ القلم والورقة مستهزئاً فقلت افتح لنا الطريق ودعنا نمر ولكنه أصر على بسخرية أن أسجل رقم السيارة... فأخذت القلم والورقة وأوهمته أنني سجلت الرقم).

يضيف عبيدات (بعد ذلك خرج هو وزميله من سيارته وطلب منا هوياتنا ورخصة السيارة فأعطيناه إياهم دون أي تردد بصفته رجل أمن يلبس زياً رسمياً . فقال لنا الحقوا بنا إلى مركز أمن بني عبيد فلحقناهم دون تردد ، وعندما وصلنا إلى المركز ، تجمهر الشرطة علينا وزجوا بنا إلى السجن بطريقة مهينة دون أي استجواب وكأننا مجرمين ، وشتمونا بأفظع الشتائم وتعرضوا لنا بالضرب ، و كتبوا تقرير ضبط بحقنا تبلياً محتواه كاذباً ألا وهو (مقاومة رجال الأمن وشتمهم وتحقيرهم) علماً أنني أحلف على القران يميناً صادقاً وصديقي أيضاً أننا لم يصدر منا أي مقاومة أو تحقير لرجال الأمن ، وخصوصاً انهم أخذوا هوياتنا ورخصة السيارة وذهبنا إلى المركز بإرادتنا عكس ما ذكر بالتقرير ، و حاولنا الاتصال لنبلغ أهالينا بما حدث معنا ولكنهم رفضوا ذلك وسمحوا لي بمكالمة واحدة مع المحامي لم تتجاوز الدقيقة الواحدة ولم استطع تفهيمه شيء مما أدى إلى بقائي في النظارة).

ويضيف رامي عبيدات (عندما أخبرناهم أننا لم نفعل شي ولا يحق لهم حجزنا فبدأ الضابط بتسميعنا عبارات واهية منها أننا بدأنا رجال عندما سجلنا رقم السيارةوقالوا لنا ..ابقوا رجال إلى النهاية ، وكأنها حلبة مصارعة ، وقد تم حجزنا تسع ساعات داخل النظارة دون وجه حقه ، وعند الصباح استدعانا مدير المركز للإفراج عنا وعندما أخبرته أننا ظلمنا قرر أن يعيدنا إلى النظارة لولا صديقي الذي قال له أننا سنصمت ولن نخبر أحداً بهذا الموضوع ، حينها اكتشفت أن الضابط الذي أخرجنا من النظارة من ذات العائلة ونائب مدير المركز من ذات العائلة ومدير المركز نفسه من ذات العائلة ، علماً ان العريف الذي احتجزنا في المركز أيضاً من ذات العائلة ، وقد قمت برفع دعوة ضد هؤلاء الشرطة ولكنني سمعت من الكثيرين أن حقي سيضيع لأن قضايا مثل هذه القضايا غالباً لا تؤخذ بعين الاعتبار ، وفي نهاية كلامي أنا أدعو الله أن آخذ حقي لأنني أهنت وحجزت حريتي وأصابني الإحباط وفقدت ثقتي برجال الأمن العام بسبب حادثة أتمنى أن لا تحدث مع أي مواطن أردني).

سؤال الى مدير الامن العام..هل يقبل اي مسؤول مهما كان كبيرا ان يتعامل الشرطي مع الناس بهكذا اسلوب ، والى متى سيبقى المواطن كاذبا ، والشرطي صادقا ، وهي دعوة الى كل المواطنين لعدم السكوت ، على اي تجاوز ، والابراق الى الديوان الملكي ورئاسة الوزراء ، والداخلية ومنظمات حقوق الانسان الاردنية ، والى مكتب مدير الامن العام ، حول اي تجاوز لاي شرطي ، من قبيل صاحبنا ، الذي يريد ان يخالفنا ، يوم القيامة ، ايضا.

اصدق رامي عبيدات ، فكثير من الشرطة ، يتصرفون باعتبار ان الجهاز من "ورثة الوالد"..،،




عدد المشاهدات : (1752)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :