مــوجــة تهـدئــة


لم تخرج خطة الرئيس اوباما للانسحاب من العراق عن خطة سلفه من حيث جدول هذا الانسحاب، الفرق هو الرئيس ذاته.. وهو الثقة بأنه صاحب مصداقية، ونزيه، ويعني ما يقول!!.

الاساس في خطاب الرئيس هو دور القوة العسكرية الاميركية ودورها في السياسة الخارجية الاميركية، فهو في العراق يعطي للحكومة العراقية مسؤوليات رئيسية في حماية العراق وصيانة حريته، فهو لا يلوح اطلاقاً بخطر احتلال ايراني ، لأن فشل الولايات المتحدة كقوة احتلال لا يشجع المتطرفين من الملالي على التفكير باحتلال العراق او الهيمنة عليه، فقد بات الآن اكثر وضوحاً ان عرب الجنوب الشيعة هم اكثر عروبة من أي طائفة اخرى. فبهؤلاء قاتل صدام حسين ايران طيلة ثماني سنوات، حيث اعترف الاميركيون بأن 60% من الجيش العراقي كان من الشيعة، وان الواحد وخمسين مطلوباً من القيادة البعثية حول صدام حسين كان منهم 39 شيعياً!!.

الرئيس اوباما، لا يخفي اصراره على محاربة القاعدة وطالبان، وهو سيركز عسكرياً على افغانستان بغض النظر عن موقف حلفائه الاطلسيين، لكنه يحصر حربه على مساحة محددة هي تحالفه مع باكستان وحكومتها المنتخبة، وحكومة افغانستان العلمانية بعد تخليصها من الفساد والمخدرات.

الوضوح، واستعمال التعابير السياسية المحددة والواضحة، هي اساس رئاسة اوباما وادارته، وهو، كما في خطابه اول امس، يستعيد وعوده الانتخابية كما هي، فلا معنى لسياسة تقوم على الكذب الانتخابي، وهذه هي الظاهرة التي تجعل من الادارة الجديدة موضع ثقة في الداخل، حيث يعمل الرئيس على استنهاض الاقتصاد وبث الثقة في ضمير المواطن الاميركي، مثلما يعمل على اعادة الولايات المتحدة الى موقع القيادة، كقوة دولية رائدة في تحفيز قيم الحرية والعدالة وحقوق الانسان.

اننا نلاحظ الان حسابات وتحسب التطرف الاسرائيلي في تشكيل حكومة على اساس يميني متطرف، فمثل هذه الحكومة لن تحظى بمساندة اميركية مطلقة في عهد اوباما، وهنا يدرك المواطن الاسرائيلي قبل قيادة أي حزب صعوبة احتفاظ نتنياهو بشعاراته الانتخابية وتشكيله حكومة مقبولة، فلا احد في فلسطين يمكن ان يكون شريكه اذا لم يعلن اعترافه بحكومة فلسطينية، ولحل الدولتين، وبالاتفاقات التي وصلت اليها عملية السلام.

كما نلاحظ فتح باب التحاور الاميركي / السوري، في الوقت الذي تبدأ فيه المحكمة اللبنانية / الدولية، وهذا اسمها الرسمي، بأعمالها في العاصمة الهولندية. ونلاحظ فك العقد الفلسطينية في دور مميز للقاهرة، التي استهدفتها قبل اسابيع، حملة سوداء من الاتهامات، والتشكيك من طهران ومن غزة ومن لبنان، ومن كل قوى الرجعية والظلامية بأن مصر تشارك اسرائيل في عدوانها وبأنها شاركتها مع السعودية في عدوان 2006 على لبنان!!.

هناك موجة تهدئة بدأت من واشنطن، وعلى العرب وغير العرب ان يفهمها.. ويحاول الافادة منها.




عدد المشاهدات : (1832)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :