اليوم ينتهي عامي الأول مع جريدة الدستور ..،، ويحق لي أن أصافح نفسي وأبوّسها ويجوز أعزمها على قعدة مصارحة و مُراجعة..،، فمن جريدة الأنباط التي فتحت لي الطريق : إلى عالم التدوين الذي أضفى عليّ بريقاً لم يكن ضمن احتمالاتي ..انتهاءً بجريدة الدستور التي جعلتني أشتبك مع الحياة ..،، وعندما أقول أشتبك فإني أعي دلالة هذه الكلمة..فالحب اشتباك ..والكره اشتباك..والنصيحة اشتباك ..والتهديد اشتباك..والمواعيد اشتباك..والمقالات اشتباك..والمعلقون اشتباك..والذين يريدون أن تزول من أمامهم اشتباك..والذين ينتظرونك مع قهوة الصباح اشتباك..والذين يفتعلون معك المعارك اشتباك ..،، أمّا الاشتباك الأكبر فقد كان مع النفس..لأنها الأمّارة بالمعارك والحروب ..ولكني ما طاوعتها إلا بمعارك الأمّة فقط ..لم أوجّه قلمي ضد أحد..لكنني وجهته ضدّ العام وضد الخطأ و ضد كل ما يمكن أن تكتب ضده براحة ضمير : دون النظر إلى سوء العاقبة ..،،عام مع الدستور ...وبصراحة ..مكاني في الدستور هو ثاني أهم حدث في حياتي ..رغم أن الحدث الأوّل لا أعيه و لا أدركه ..فقد كان ميلادي هو أهم حدث في حياتي ..وللأسف نفسي أتذكر تفاصيل يوم مجيئي إلى الدنيا ..ولكني لا أتذكر..فلو كانت أمي ( نانسي عجرم ) لعرضوا عليها عشرة ملايين دولار مقابل تصوير ميلادي لحظة بلحظة ..ولكن الحمد لله الذي جعل أمّي تتزيّن بـ ( المدرقة ) و جعلها تتقن فنّ الأمومة ..،،عام مع الدستور ...بعد عذابات سنين خلت..بدأت أشعر بنوع من الاستقرار..فالدستور هي ثاني جهة تُعطيني (هويّة ) مختومة ..بعد هويّة الأحوال المدنية..،، ولكنها أوّل جهة أعادت لي اتزاني و جعلتني أتحسس تفاصيل يومي ..بل ..جعلتني باشتباكْ جميل مع كل ما يمكن الوصول إليه ..،،كل عام والدستور بخير ..وأنا بخير..وناقص هزيمات يحمل لكم أوجاعكم التي لم يكتبها بعد ...

[email protected]