لسانات وديمقراطية


نهض أبو يحيى من مكانه، حرّك رأس''الصوبة'' قليلاً..مسح بإصبعه عن عداد''الكاز'' ليتأكد من سعتها.. ثم عاد مرحّباً بالضيوف..البعض جامله بجملة اعتيادية تطلق عادة في بداية الجلسات ''لويش درت الصوبة..الدنيا دافيه..فيش داعي الها؟؟''..طبعاً هذه الجملة تتكرر حتى لو كان الطقس في الخارج تحت الصفر.

''جوز فزّة'' الجالس تحت النافذة الغربية، أشار بيده طالباً بابعاد''الصوبة'' عنه،قال بصوت متقطّع وهو محمرّ الوجه لاهث الأنفاس، معرق الجبين نتيجة ارتفاع ضغطه :(يا بتطفوها.. يا هسع..بوخذ..حبة.. المدرّر)..فنصحه الجميع ان يأخذ حبّة المدرّر في الحالتين.

توالت عبارات التهنئة على يحيى مثل كرات التدريب، بينما كان يرد يحيى العبارات ببراعة وهمة عالية مثل حارس مرمى نشيط.

سأل ''جوز فزة'':- شو بي؟.

ابو يحيى: يحيى عقبال عند اولادك، اليوم ''ناقش''!!.

جوز فزة: شو ناقش؟!.

ابو يحيى: ناقش رسالة الماجستير..

جوز فزة: يا سيدي المهم ''الوفِق''!!.

استند ابن ''تركية'' قليلاً ليطفىء سيجارته في المطفأة المشتركة بينه وبين طايل..رمق يحيى بنصف عين سائلاً : عن شو كان ''لُب'' الرسالة؟.

يحيى: عن الديمقراطية في البلاد العربية واقع وتطلعات.

ابن تركية متفلسفاً: أيوه وعن شو بتسولف؟.

يحيى: بس ييجي العشا بتعرف الجواب لحالك!!.

لحظات ويحضر شلاش ''مشمّع'' الطعام، يفرشه بين المعازيم بهدوء وتركيز..ثم يتبعه عايش بسدر مملوء بزبادي اللبن.. يليهما أبو يحيى حاملاً بيديه مادة العشاء : صينية و''جاط'' من ''اللسانات واللغاليغ المقطعة يدوياً''..

 

[email protected]
 




عدد المشاهدات : (1194)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :