اليساري الأردني موسى المعايطة ..صار وزيراً للتنمية السياسية في التعديل ..،، وأنا إذ أفرح له ..فإنني أشفق عليه ..،، لأنه سيمارس اليسار في كل شيء إلا في السياسة ..،، يستطيع أن يجلس على يسار رئيس الوزراء..،، يستطيع أن يأكل بيده اليسرى ..،، يستطيع أن يجعل فنانته المفضلة « يسرا » ..،، يستطيع أن يركب سيارته و عندما يصل لأي مفترق أن يختار اليسار على اليمين ..،، يستطيع أن ينام على جنبه اليسار « إللي يريحيو » ..،، يستطيع أن يقرأ الجريدة من اليسار إلى اليمين ..،، يستطيع أن يعمل اجتماعاً داخل وزارته ويقول لموظفيه : خلّوا مكاتبكم على يسار الباب ..،، يستطيع في المحصلة أن يفعل « ما تيسّر » له من أشياء لا تدخل في عمق اليسار ..،، إلا إنه لن يستطيع إلا أن يكون وزيراً حكوميّاً ..والحكومة ليست يساراً ..،، نعم ..فرحت للمعايطة ..وكدتُ من شدّة فرحي أن أعمل قانون من حالي اسميه « قانون الفرح الأردني » ..لكنني سرعان ما دقّ راسي الحيط وتذكرتُ أن الفرح في الأردن مرتبط بقوانين أخرى : تكلّم عنها ثلاث أربع وزرا قبل المعايطة.. وكلهم قالوا نفس الجملة : سنسرع الاصلاحات و ننفتح على المعارضة ..،، وكأن السرعة في الإصلاح تعني « إللي في بيت أهلو على أقل من مهلو » : بينما الانفتاح على المعارضة يعني « تخزين أكمن رقم تلفون لأكمن معارض وهات يا قر » ..،، التنمية السياسية عندنا يجب أن يخرج لها أسنان وليس أنياب ..كي تبدو جميلة وتكتمل صورة الطفل بعد الفطام ..،، أمّا تنمية بلا أسنان تعني أن التنمية السياسية ستكون « تنمية ثياثية » بامتياز ..وهي بحاجة لنمو طبيعي بالأسنان كي نلفظ المفاهيم بشكل صحيح ..

[email protected]