بيضـة


لا إلوم ، من باع البيضة ولكنني ألوم من اشتراها ، بمثل هذا المبلغ ، وصدق ان احدا يمكنه رد حبيبته له ، وهذا الجهل يأخذنا الى اشكال اخرى ، ونسمع يوميا ، عن مشعوذين يتم القبض عليهم ، وقبل يومين تم القاء القبض على مشعوذ ، يوهم النساء بقدرته على مساعدتهن على الانجاب ، وينهب مالهن ، والقي القبض عليه ، بعد ان انهارت سيدة لاتنجب ، بعد ان اقنعها بوضع سكاكين ، تحت مخدة النوم ، ومثل هذه السيدة لم تسكت على حقها ، غير ان هناك نسوة يسكتن على حقهن ، ويتعرضن الى فضائح ، ولايعرف كثير من الازواج ، ماذا يفعلن في غيابهم ، من اللجوء الى المشعوذين ، خصوصا ، في المناطق الفقيرة ، التي تحفل بالمشعوذين ، ولاتوجد منطقة فقيرة ، من قرية نائية او مخيم ، او حي فقير ، الا وهناك مشعوذين فيه.

حكم الشرع في هذه القضايا ، واضح وضوح الشمس ، ولايجوز تحت اي ظرف او عنوان ، الالتفاف على الشرع ، فكيف يصلي البعض ويصوم ، لكنه يلجأ الى المشعوذين ، والادهى والامر ، ان ينسحب هذا الامر على طبقات متعلمة ، مثل صديقنا ، الذي لم يجد حلا لاسترجاع حبيبته ، الا دفع تسعمئة دينار ، ثمنا لبيضة كسرها على باب الحبيبة ، ولو اشترى بهذا المبلغ مليون بيضة ، ووزعها على بيوت الفقراء والمساكين ، لكان افضل عند الله ، بدلا من هذا الجهل المدقع ، الذي يؤشر على ان الانسان بات يفعل اي شيء من اجل الحصول على غايته ، بوسائل مضحكة احيانا.

الضحك على ذقون الناس يأخذ اشكال مختلفة ، فمن استخراج الذهب ونهب اموال الطامع بالذهب ، الى تبييض الدولارات ، الى وسائل اخرى ، يتم بموجبها ايقاع الاف الناس ، في حبائل النصب والاحتيال ، وهي دعوة اليوم للكثير لعدم السكوت على الظواهر الشاذة التي تتزايد ، يوما بعد يوم ، ويسكت عليها كثيرون ، لاعتبارات مختلفة ، ولابد ان يكون هناك وعي ديني بكارثية هذه الظواهر وحرمتها الشديدة ، التي تقترب من حدود الخروج من الاسلام ، في حالات كثيرة ، وحين تسمع القصص والحكايات ، المتعلقة بهذا العالم ، تعرف ان هناك عالما سفليا كاملا ، يلجأ اليه الرجال والنساء ، من الاغنياء والفقراء ، على حد سواء ، وهو عالم يبقى في غالبيته سريا ومجهولا جدا ، كون الضحايا يلوذون بالصمت والهروب بعيدا عن القدرة للشكوى.

لو قبل هذا المواطن بنصيبه من هذه الدنيا ، لما تعرض الى مثل هذا الموقف الصعب ، ولعل ارادة الله رحمت الفتاة برفضها اياه ، لان خلف مظهره انسان يؤمن بالخرافات ، وقد يرتكب افعال اخرى في المستقبل اذا تزوجها ، وهذا يأخذنا الى جانب آخر ، في بيوت الناس ، التي يتم العبث بها سرا ، دون معرفة اصحابها ، فما هو شعور العائلة حين تصحو من النوم ، وقد وجدت بيضة مرشوقة على باب المنزل ، وماشعور كثير من العائلات ، التي يتم العبث بحياتها وحرمتها بذات الطريقة ولاسباب مختلفة ومتنوعة.

[email protected]




عدد المشاهدات : (1091)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :