قبل هيكل إقرأوا مذكرات اعتماد خورشيد


أعرف أن قبل ولادتي بقرون عديدة كان هيكل من كبار الصحافيين ، ولا أريد من أي أحد أن يذكرني بان كل ما كتبته في حياتي لا يساوي نصف كتاب من كتبه التي تنوف على الأربعين ، ولكن أي إنسان من حقه أن يتكلم ويدافع عن الحقيقة وعن أحفاد النبوة العطرة وعن ملك قاد بلده دون حروب زائفة ودون حالات طوارئ تقمع شعوبها ، فقد علمني والدي احد جنود لواء 40 أن الهامشين نعمة من الله اجتباها إلى أرضه الطاهرة الواقعة ما بين مكة والأقصى ، وعندما يسعى منظر نظام عبد الناصر القمعي أن يشوه سمعة احد اعظم القادة في العالم فإننا لن تسكت مهما كنا واسعي الصدر ، فقد اتمزقت صدورنا من خناجر العرب الذين كان الأردن بلد مضياف لهم ولم ينالنا سوى الغدر وتشويه السمعة .

منذ عامين أحضر أخي صحيفة الراية القطرية معه من الدوحة ولفت انتباهي مقالا يتحدث عن حلقات هيكل التي انقطعت عنة أشهر وصعقت بالمبلغ الخيالي الذي يأخذه هيكل من الجزيرة والتي تحسب بالملايين ، بدأت أراجع على الانترنت حلقات هيكل علي أدرك السبب الذي يجعل من قطر تدفع هذه المبالغ ، لحلقات تتحدث عن النقراشي باشا وعن أيام فاروق وعن مدينة عبد الناصر الفاضلة -الكاذبة- وداهمتني الحيرة هل تدفع الجزيرة ملايين الدولارت لأجل مراحل سياسية مهترئة ومأبونة وتختصر بمسلسل مثل ما عرضته الفضائيات عن الماجن فاروق ، إلا أني تأكدت أن هدف الجزيرة هو تشويه كل الأنظمة العربية حتى تصبح الشقيقة قطر هي الأولى ، فهيكل لم يترك بلد عربي إلا وهاجمه إلا نظام الضباط الأشرار ونظام الشقيقة قطر عبر دس السم بالكلام ، فهو ومعظم القوميين العرب مصابين بعقدة نفسية وسياسية أسمها الاردن وكيف حافظ النظام الهاشمي على بلده وشعبة وتخطى الصعاب التي دمرت الأنظمة القومية وأقصد حروب 67 و73 و90 .

 تذكرت لخمسة عشر سنة التي مضت أني وقعت صدفة على كتاب عند ابن عمي الدكتور عوني شاهين وكان وقتها ضابطا في التوجهي المعنوي ،وكان اسمه مذكرات اعتماد خورشيد ، وقد ذهلت وأنا ابلغ من العمر خمسة عشر سنة فقط من قراءة حقائق مخابرات نظام عبد الناصر وما كانت تفعله في الناس ، حتى أنهم كانوا يغتصبون النساء عيانا ، وبكيت على مرحلة كنت أسمع من أبي وأبناء جيله يمجدونها ، في تلك الفترة كنت قد قرأت من مكتبة ابن عمي كتاب راسبوتين راهب نساء القياصرة المعروف ولم أكن أظن أن نظام الضباط الأحرار قد فعل الأكثر ، وتمر الصفحات وأقرأ كل كتب سيد قطب ومذكرات قيادات الإخوان المسلمين ليرتاح ضميري وأدرك لماذا انتكس ذلك النظام الذي كان هيكل أكبر منظريه . وأكثر من رضيت عنه بريطانيا وأمريكا وإن كنت لا أنكر وطنية ورجولة عبد الناصر إلا أنه وقع ضحية لأمثال هيكل وصلاح خسارة أقصد صلاح نصر والماجن عبد الحكيم عامر. ومن أراد أن يعرف كيف كان هذا النظام الهيكلي المصاب بجنون العظمة فليقرأ مذكرات صلاح خلف أبو إياد" فلسطيني بلا هوية" ويتمعن بكيفية التعامل الاستعلائي الذي كان يظهره عبد الناصر عبر هيكل للأبي إياد وأبي جهاد .

 هيكل كان مدعوما من بريطانيا وأمريكا مثله مثل كل زعماء إسرائيل ، ومكنه عبد الناصر من الإطلاع على كل ملف خاص وعسكري ومخابراتي ، وأقصي غيره وكانت مخابرات أمريكا تدعمه وتطلبه كل فترة لتضع له ما تشاء ومن ينكر هذه الحقيقة فليسأل نفسه لكيف سهل له كل تلك الجلسات. الأردن بلد رائع قدم للفلسطينيين ما لا يقدمه غيرهم ، وعشنا في الأردن بكل اعتزار ، وحمتنا الأنظمة الأمنية ولم تفعل بنا ما فعله جنود هيكل بالشعب المصري المسكين ، ولا أتذكر أردنيا أيا كان أصله أو منبته اختفي أو عذب ، بل حتى من حارب الجيش الأردني أو حاول تنفيذ انقلاب منذ أن تسلم الحسين كان دوما يسمع كلمة :" عودوا إلى الأردن وأنتم الطلقاء " .

لنسال هيكل هل نحن سببنا هزيمة نظامه أم عهر صلاح نصر وعبد الحكيم عامر ، هل نحن من أرسلنا السادات ليتنازل دون ثمن هل توجهنا إلى أوسلوا إلا وقد سبقنا إليها الراحل عرفات ومبارك هل نحن من اعتدى على الكويت أم نحن من رفضنا الاعتداء ووقفنا مع العراق قبل وأثناء وبعد الاحتلال بينما مصر العروبة قدمت جيشها ليحارب العراقيين . أخوتي من أراد أن يسأل عن تاريخ الهاشميين فليسأل عن الأردن ومدنها كيف كانت قبل الهاشميين وكيف هي ما زلت آمنة قوية ولكنها مليئة بالعمارات والمصانع وأولادهم بين أبنائهم إننا لا نحتاج إلى حالات طوارئ نحتاج لنتعلم فقط كيف لا نسمع لمثل هذا أن يتحدث عن زعمائنا ، وكنت قد كتبت مقالا مطولا بعد أن رفض التلفزيون الأردني عرض مسلسل أبو تايه قلت فيه أن رموز الإعلام الأردني هم من يغتالون هويتنا قبل أن يجرحها هيكل وغيره ، ولكني أقول طالعوا مذكرات اعتماد خورشيد قبل أن تسمعوا لهيكل .. الله أمتني وأنا مخلصا للهاشميين أحفاد نبيك العظيم . [email protected]




عدد المشاهدات : (2313)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :