القنبــلة النوويـة وحــدود اللعبــة !


ما قاله قادة المخابرات الاميركية في جلسة استجواب للجنة المخابرات في الكونجرس، عن عدم قدرة ايران على توفير يورانيوم مخصب في مستوى تصنيع قنبلة نووية، يعيد الى ذاكرة المنطقة قصة اسلحة الدمار الشامل التي بررت فيها واشنطن شن الحرب على العراق، واحتلاله، وتذويب كيانه السياسي! فاذا كانت اجهزة المخابرات الاميركية تعرف ان الجهد الايراني النووي لا يوصل الى القنبلة، فلماذا اذن هذه الضجة التي اثارتها ادارة الرئيس بوش والحكومة الاسرائيلية؟ ولماذا وصلت الامور الى حد التهديد بقصف المنشآت النووية الايرانية؟! ولماذا كل هذه المحاولات لتجنيد الدول العربية للمشاركة في هذه المسرحية غير المسلية؟!.

من المؤكد ان القضية سياسية يستفيد منها الطرفان الاميركي/ الاسرائيلي، والايراني المتحالف سواء بسواء!! فواشنطن وتل ابيب تمارسان التهديد، لتخفيض سقف الطموح الايراني للعب دور اقليمي مهيمن. وهما في الوقت ذاته تقومان بدور حامي حمى المنطقة العائمة على بحر من النفط، والتي تشكل اكبر سوق استهلاكي في آسيا وافريقيا. وطهران تعتقد ان تجنيد القوى الطائفية، والمذهبية والعرقية ضد مواطنها العربية وتفسيخ العالم العربي فوق تقسيمه التاريخي الاستعماري، سيعطيها حجماً اقليمياً مهيمناً.. وسيجعل منها شريكاً للنفوذ الاستعماري الجديد!!.

القصة ليست قصة القنبلة النووية الايرانية. فقبل ايران امتلكت باكستان قنبلتها التي احب الكثيرون تسميتها بالقنبلة الاسلامية فماذا كانت النتيجة؟! هل حلّت القنبلة مشكل الداخل الباكستاني؟! أم أنها حلّت صراعاتها مع الهند أو افغانستان؟ وهل اعطتها افضلية في علاقاتها مع العرب والمسلمين أو مع الولايات المتحدة وأوروبا؟؟.

لقد ثبت خلال حرب باردة استمرت نصف قرن ان القوة الحقيقية للقنبلة النووية هي عدم استعمالها وليس استعمالها. فضد من يمكن لايران، على فرض قدرتها على صنع القنبلة، ضد من يمكن استعمالها؟؟ ضد الشيطان الاميركي الاكبر؟ هذا غير وارد في مواجهة قوة نووية كالولايات المتحدة!! أم أنها ستستعملها ضد اسرائيل التي يقول الرئيس الايراني نفسه أنها تملك أكثر من 200 قنبلة؟! أم انها ستستعملها ضد عرب الخليج، أو تركيا؟!.

هي عملية سياسية بصوت مرتفع، والطرفان اللذان يمارسانها، يمارسانها علينا. فلماذا لا نفهمها؟!.




عدد المشاهدات : (2126)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :