ألــم يحــن وقــت الوحــدة ؟


يبدو أننا لا نتعلم من الدروس القاسية والمرة ففي كل مرة نعاود اقتراف نفس الخطأ وكأننا نشارك أعداءنا خططهم لإطاحة آمالنا في الانعتاق .. أقول هذا بمرارة وأنا أقرا الأخبار غير السارة الآتية من أروقة المفاوضات العسيرة بين الأشقاء (فتح وحماس) بما ينبئ أن الاتفاق على المصالحة لا يزال بعيد المنال للأسف الشديد.

المحزن أن الاتفاق على التهدئة اثبت مرونة محمودة من قبل حماس حين كان الطرف الآخر في التفاوض إسرائيل والمحزن أكثر أن السلطة الوطنية رفعت شعار الحياة مفاوضات حين كان فريقها المفاوض يتحدث مع الإسرائيليين لكن أخوتنا يزدادون صلابة حين يكون الحوار داخلياً، أليست مفارقة موجعة أن نرى كل هذه الانهيارات في المشهد السياسي الفلسطيني؟ الأمر إن بقي على هذا الحال فانه يشكل اكبر تشجيع للحكومة الإسرائيلية المنتظرة بل ويفرش لها الورود في طريقها، فرغم كونها الأكثر تطرفا والمرشحة للاصطدام مع اقرب حلفائها إلا أننا نأبى أن نجعلها تشعر بالحرج فنمدها بأوراق إضافية عناوينها التمزق الداخلي الفلسطيني، وكأننا لا نرغب في مشاهدة إسرائيل وهي غارقة في مأزق فنسارع إلى رمي حبل النجاة لها عبر إدامة خلافاتنا الداخلية.

يحق لبنيامين نتنياهو أن يقول أن لا شريك سلام فلسطينيا وان سلامه الاقتصادي بالتالي هو الحل الامثل وان غياب الشريك الفلسطيني يجعل إسرائيل تحاول التفاهم مع القوى الدولية على حدود السلام الاقتصادي باعتبار أن الفلسطينيين لم يحسموا رأيهم بعد في الانخراط في عملية سلمية شاملة.

تعدد عناوين القيادة الفلسطينية مؤذ للشعب الفلسطيني في الداخل ومنفر لحلفائهم في الخارج ومريح للغاية لخصومهم إذن لماذا هذا الإصرار العجيب على إدامة الخلافات؟ على قيادتي فتح وحماس إدراك انه حتى لو تحققت الوحدة الوطنية الفلسطينية غدا فان السلام سيبقى بعيد المنال لكن الوحدة من شأنها أن تقلب المزاج الدولي لمصلحة الفلسطينيين وتصبح الحكومة الإسرائيلية هي المشكلة حتى في عيون اقرب حلفائها لكننا للأسف نرمي حبل النجاة للخصوم في الوقت الحرج.

يحق للفلسطيني الذي يعاني صنوف الإذلال يوميا سواء في غزة أو الضفة أن يسأل قادته عن الحكمة من وراء المرونة التفاوضية حين يكون الإسرائيلي على الطرف الآخر من الطاولة وعن التشدد حين يكون الحوار بين فلسطيني وفلسطيني، ويحق لمن فقد بيته أو ابنه أو شقيقه أن يرى نهاية للمهزلة المسماة خلافات فصائلية بين طرفين كليهما يخسر جراء استمرار الخلاف.

السلام ليس وراء الباب لكن الفرصة مواتية لاستعادة بعض الحلفاء الدوليين ، الم يحن الوقت للوحدة؟

[email protected]




عدد المشاهدات : (1374)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :