
كان لكل حارة قرش دمدم ، أو ربما كانت تشترك حارتان في قرش دمدم واحد. فلم نكن نملك الترف في استعمال اكثر من قرش ، او تبديل هذا القرش ، وهو بالمناسبة لدى علماء التصويب افضل بكثير من أغطية الجازوز أو (أقماع السجائر) او عيدان الأسكيمو والدورادو ، التي كان لا يجيد اقتناصها الا الندرة.بالطبع انا اتكلم عن بارودة الدمدم ، التي كان يمتلكها احد اطفال الحارة لسبب ما ، فيصبح ملك الحارة ، ولما كانت مواسم العصافير محدودة ، فإن اللعب كان يتألق حينما يتكرم احد الأطفال - غير صاحب البندقية - ويتبرع بقرش احمر كبير من اجل التصويب عليه ببارودة الدمدم...،،طبعا تعرفون ان هذا القرش سوف يتعرض لخدوش متعددة من الطلقات (يتطرمج) ، ويصبح من الصعوبة بمكان تسويقه او تسييله الى ملبس حامض حلو أو (عرام) قضامة. لذلك يتم تثبيت هذا القرش كمتعرض دائم للطلقات يوميا ، حتى لا يتم تخريب قروش اخرى (ان وجدت). فيصير هذا القرش ملكية عامة لأطفال الحارة وربما تتم اعارته الى حارات اخرى عند نفاذ الطلقات ، مقابل التصويب عليه عدة مرات.وفي حالات الطفر الشديد كان الطفل صاحب القرش يستعيد ملكيته الخاصة على القرش وينطلق الى اكبر الدكنجية عمرا وقصر نظر ، ويحاول تمرير القرش عليه وتسييله الى بضاعة..وكان ينجح احيانا..لكن ما علينا،،الآن كثرت القروش وصارت تملأ جيوبنا - اقصد القروش تحديدا - لكن قوانين الحارة القديمة انعكست ، وبدل ان تصوب الحارة كلها على قرش واحد أحد ، صارت الحكومات تصوب وتطلق الدمدم على كل قرش موجود في جيب المواطن ...
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |