أشمت (يا قلبي) بي الحسادا
وجعلت اوجاعي، لهم اعيادا ..
لا شيء اجمل عندهم، من ان يروا
ناري .. تصير على يديك رمادا
ويروا دمي ماء .. يهون على دمي
ويروا بياضي يستحيل سوادا!
أغرتك بي احقادهم، فتركتني
وحدي، اواجه هذه الاحقادا
وأصارع الرمل الذي ملأ المدى
رملا، ونملا قاتلا، وجرادا!!
قلبي! ولا قلب سواك يليق بي
اني عشقتك: فارسا، وجوادا ..
ومحاربا، ومحاربا ومعاندا
ومعاندا، ومعاديا، ومعادى!
لا خير فيك، اذا سكنت،
او استكنت،
او انهزمت،
او انخسفت جمادا!
يا أيها الوجع الذي ادمنته
أدمنت فيك، عليك الاستشهادا!!
كن دائما نزفي، وكن قلقي، وكن
ما شئت .. الا ان تخون ودادا!
او ان تهون، ولو عليك تجمعت
كل المدى .. او اقبلت أحادا!!
يا خير من صادقت في عمري، ومن
عاديت .. ما أخلفت لي ميعادا
كنا معا: اضدادنا .. لكننا
كنا لبعض، دائما، اندادا ..
الشعر جاء اليك .. فافتح بابك الـ
عالي .. لتمتلئ الدنى: أعيادا
فقد امتلأت رداءة، وبذاءة
وتفاهة، وسفاهة، وفسادا ..
وقد امتلأت - كما علمت - »تأمركا«
و»تهودا« .. أوسمة »استهودا«
لم يبق الا الشعر .. كل سيوفنا
صدئت .. وظل القاطع السداد ..
ان شئته وردا: أتاك بعطره
او شئته شوكا: أتاك قتادا ..
او شئته نارا، غدا نارا على
نار .. ولن تلقى لها اخمادا!!
لم يبق الا الشعر .. كل خيولنا -
- انقادت .. ويأبى الشعر أن ينقادا!!