عابدين ..


في الشارع الخلفي لسوق الذهب بوسط البلد، وقف "عقيل" رأس دور في طابور ركاب سرفيس العبدلي خط رقم (7)..

طافت به الذكرى مع صوت مسجل السيارة و "محمد عبده" يشدو في رائعة "من بادي الوقت"، ليخالف "عقيل" العمر ويعود الى سالف اعوامه، يتذكر معالم العبدلي الخالدة، عندما كانت اول خطوات التجنيد في الجيش، وهي تحتضن شعبة التجنيد والاجراءات الاولية للالتحاق بالعسكرية بدءا بالبصمة والموافقات الامنية والفحص الطبي، الى الانتقال للتدريب في "خو"..

ايضا..تذكر منزل المشير الركن حابس المجالي يشرق بالبهاء عندما كان عقيل يرقب "الباشا" وهو يمشي شامخا بممر المنزل نحو سيارته المرسيدس السوداء، محاطا بحرسه، متكئا على عكازه وهو يعنقر شماغه مع انعطاف عقاله يمينا...

كما ان عقيل استعاد اشراقة العمارة الزرقاء والنشامى الذين مابدلوا عن محبة الوطن تبديلا، بالاضافة الى مدارس الجيش ونادي ضباط الامن العام ومبنى الامن الوقائي ومكتب عمان ومعالم وطنية عدية خالدة في الوجدان الاردني، تنبض قلوب اهل الوطن ولا تزال بالمحبة والاخلاص للجنود والزنود الذين يحافظون على الوطن ويحرسونه ليبقى ابيا امنا عصيا على كل الحاقدين.

في تلك الاثناء وجد عقيل نفسه مجددا امام منزل حابس باشا وقد تحول الى مستودع لامانة عمان الكبرى..لتتشكل بذلك ملامح جديدة لمنطقة العبدلي في تحولات ما بعد الحداثة ..وربما يتبدل الاسم لتصبح "عابدين"!...
 [email protected]




عدد المشاهدات : (2238)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :