بلاغ كاذب


يهز بلاغ كاذب مستشفى الجامعة الاردنية ، وبلاغ تلو بلاغ ، ولا تعرف ما هذه النوعيات ، التي تقدم بلاغا كاذبا ، بوجود قنبلة في مستشفى ، وهي تعرف ان المستشفى فيه مرضى يعانون ويتألمون ، وبعضهم بين الحياة والموت. 

عقوبة البلاغ الكاذب يجب ان تتغير ، فالبلاغ الكاذب ، يثير الذعر والفوضى ، ومشاكل امنية اقلها تفرغ الاجهزة الامنية لقضايا غير حقيقية. دعونا نتأمل المشهد في مستشفى الجامعة عند الابلاغ عن وجود قنبلة. الاطباء والممرضون والمرضى يدب بهم الذعر. عشرات الحالات اجرت عمليات جراحية. عشرات الحالات في العناية المركزة. وحالات اخرى تنتظر الدخول ، وحالات في الطوارئ ، ويأتي من يبلغ عن وجود قنبلة ، ولو كانت القنبلة موجودة وانفجرت لكانت آثارها اهون واقل ، من حالة الذعر التي حلت بالمستشفى. 

لا يعرف كثيرون ان هناك تقنيات للوصول الى كل من يقدم بلاغا كاذبا ، حتى لو كان رقم هاتفه محجوبا ، او استخدم وسائل اخرى ، وليس ادل على ذلك من الامساك بالاثنين اللذين قدما بلاغا كاذبا خلال الفترة الماضية. الذي يقدم بلاغا كاذبا عليه ان يتحمل كلفة كل هذا الهلع. الاول ابلغ عن حريق ، والثاني ابلغ عن قنبلة. عدم الانسانية يتكشف عبر اللعب بورقة المرضى. الذي قدم بلاغا كاذبا ألم يسأل نفسه كم مريض بالقلب مثلا سيحتمل قلبه كلفة الخوف. كم مريض قد يموت من الخوف ، لا من مرضه. لاالمرض النفسي الذي يقال ان احدهما مصاب به ، ولا الشعور بالقهر ، او الظلم الذي يدعيه ثانيهما ، يسببان هذه الافعال ، كبلاغ كاذب. 

البلاغات الكاذبة ، ظاهرة موجودة دوليا ، ونسمع عنها في دول كثيرة ، وغالبا ما يتم الامساك بصاحب البلاغ الكاذب ، واليوم هناك تقنيات كثيرة ، تكنولوجية وفنية ، تجعل رفع سماعة الهاتف ، او ارسال الايميل ، محفوفا بكلف كثيرة ، لان الدول لا تسمح بكل هذه التقنيات ، دون ان توازيها وسائل رادعة ، او وسائل تستكشف الالعاب التي تأتي معها. الهاتف الخلوي اليوم بمثابة شرطي يرافق كل انسان ، وعبره يتم فك كثير من الجرائم والتشابكات والقصص ، والامر ينطبق على كل وسائل الاتصال ، ونحن لا نريد بث الخوف في قلوب الناس ، فهذه وسائل وجدت لخدمتهم ، لا لاستخدامها في بث الخوف في البلد ، على يد المرضى حقا ، ممن يقدمون بلاغات كاذبة. 

التشريعات يجب ان تحظى بتعديلات واسعة ، تجعل كُلفة البلاغ الكاذب ، لا تنحصر في اطار ازعاج السلطات ، لان العبث باستقرار البلد ، لا يأتي الا من عدو حقيقي ، ولان من يُقدم بلاغا كاذبا ، هو عدو حقيقي يُخّرب اكثر من الجواسيس والمجرمين ، فالمجرم قد يقتل شخصا ، في حين ان من يُقدم بلاغا كاذبا ، يعبث بأصبعه في جروح الف مريض على أسرتهم ، كما في قصة المستشفى. 

على الاردن المسرة والخيرات والبركة. 

mtair@addustour. com. jo 




عدد المشاهدات : (2245)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :