نحترم جميعاً جورج غالواي ، ونعتزّ جداً بوقوفه مع القضايا العربية بدءاً من العراق ومروراً بلبنان ولا نهاية لمواقفه المشرّفة في فلسطين ، ولكنّ المقالة اليوم ليست لسبب التعبير عن موقفنا في تحيّته وقد فعلنا ذلك كثيراً ، بل نكتب الآن على شكل عتاب للمناضل البريطاني الكبير.
فلا أحد ينسى ما حصل معه في قافلة شريان الحياة الأولى ، والاشتباكات اللفظية وأحياناً الجسدية مع السلطات المصرية ، وكيف عاد من غزّة سريعاً ، وأعلن على الملأ وأمام كلّ الشاشات بأنّه سينظّم قافلة جديدة ، ولكنّه لن يستفزّ المصريين إذا كان شخصياً المقصود ، وسيستنكف عن الحضور.
احترمنا يومها قراره ، فتحقيق الهدف النبيل هو المهمّ ، والحصول على العنب هو الأهمّ وليس مناكفة الناطور ، وتوصيل المساعدات إلى المحرومين غاية لا بدّ أن تُدرك في كلّ الأحوال ، ولكنّ غالواي يعود عن قراره المعلن ويعتبر نفسه الآن قائداً للعمليات لإيصال القافلة بحضوره شخصياً.
المصريون قالوا في المرّة السابقة إنّ غالواي استعراضي ويريد تحقيق أهداف إعلامية شخصية ، وهو نفى ذلك تماماً على شكل تحد واضح ، ولكنّه في عودته عن قراره يؤكد ما يقوله المصريون ، وها هو الجدل في مسألة دخول المساعدات يعود مرة ثانية وللسبب نفسه ، فيصبح شخص غالواي أهمّ من المساعدات وربّما من غزة أيضاً،.