المال السياسي هنا وهناك!


.. كل هذه المليارات من الدولارات التي تصب في الانتخابات النصفية للكونجرس, هي أقوال سياسية هدفها تغيير قناعات الناخب الاميركي, ودفعه الى انتخاب من هو قدير على صنع أوهام سياسية في عقل الاميركي البسيط عن طريق التلفزيون والصحافة والاذاعة, وليس على صنع فهم جدي لمشاكل الناس وحلولها. وهذا ما شكا منه الرئيس اوباما, ويشكو منه كل رئيس اميركي دون أن يضع حداً لنفوذ هذا المال السياسي!!

ونحن حين نتحدث عن مليارات الدولارات التي تصب في ماكنة الدعاية في الولايات المتحدة, فإننا نشعر بالحرج لدنانير بعض مرشحي انتخابات المجلس النيابي هذه الايام. فالمال الذي يغير قناعات الناس في الولايات المتحدة, هو ذاته المال الذي يحرف قناعات الناخب في الاردن, ويأخذه الى حيث ينتخب من اشترى صوته. وزوّر ارادته!!

في الولايات المتحدة تستطيع أن تقرأ كتباً هائلة عن وسائل «التبرعات» للحزبين الجمهوري والديمقراطي. والقوى التي توزع الاموال, وجيوش الكتاب التي توزع خطب المرشحين, والتلفزيونات التي تنقل, وتجترح المقابلات وتؤلف التحليلات وجيش المتكلمين.. ونجوم هوليوود.. وزفة المزاد التي يسمونها «المعركة الانتخابية», وهي عندنا بسيطة يتولاها كتاب اللافتات واحياناً الخطاطون ذاتهم, ويتطوع لها مخاتير ووجوه العشيرة الذين يوزعون الدنانير, ويحشدون «جماعتهم» للذهاب الى الصندوق معاً!!

الصورة هي ذاتها صورة تغيير قناعات الناخب, سواء بالطرق الاميركية التي يغلفها التبهرج والكلام المنمق, والافكار الجاهزة والمسرحيات الخطابية, أو بالطرق الاردنية حيث المراكز الانتخابية والسهرات, وتوزيع الكنافة.. واحياناً المناسف.. ثم توزيع «القسمة والنصيب» وراء الكواليس..

مال الفساد الذي يبدأ به المرشح للانتخابات, هو ذاته المال بالدولار أو بالدينار ولا تستطيع وزارة الخارجية الاميركية في تقاريرها تغييره, كما لا تستطيع جمعيات حقوق الانسان او الهيومان ووتش, أو الشفافية او الرقابة الخلفية تغييره.. الفرق هو التعقيد هناك والبساطة هنا!!



عدد المشاهدات : (1797)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :