العرب ومشاكلهم!


لم يطلب السودان من العرب معونتهم في قضية الوحدة بين الشمال والجنوب, والشمال ودارفور. ربما لأن السودان تعرف حجم المؤثر العربي, وتواضعه. وربما لأنها تعرف أن المجموع العربي غير قادر على ان يكون تصالحياً.. فجنوب السودان واحزابه هم «انفصاليون» «مرتزقة» و«خونة» كشمال العراق الكرد.. كالجنوب اليمني واشتراكييه!! في الوقت الذي «تصر» حكومة الخرطوم على الحلول التصالحية الهادئة الطويلة النفس!!

والعمل العربي, ونستحضر هنا القضية الفلسطينية, عمل ضعيف في طبيعته, وغير مؤثر في محيطه الاقليمي أو الدولي. ولذلك فهو عمل يلجأ الى الصوت العالي, والاتهام, والحروب الكلامية. ولا ندري اذا كانت القضية الفلسطينية استفادت من «الدعم العربي» منذ عام 1948, أو خسرت لكن المؤكد أن العرب صادروا بطريقة أو بأخرى قرار الفلسطينيين, وصادروا نضالهم الى حد أن منظمة التحرير رفعت الصوت في اصرارها على «القرار الفلسطيني المستقل», وعلى تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد.. ومع ذلك فقد بقي العرب يهيمنون وبقيت المنظمة تقبل الهيمنة!!

في مذكرات رشيد علي الكيلاني رئيس وزراء العراق الاسبق, وقد كان لاجئاً سياسياً في القاهرة, يقول: انه ذهب الى الحاج أمين الحسيني قبل 15 ايار, وقال له: ان بن غوريون سيعلن دولة اليهود حسب قرار التقسيم, فلماذا لا تذهب انت الى القدس أو الى غزة وتعلن منها دولة الفلسطينيين, ذلك أن مجرد رفض التقسيم ليس موقفاً!!

وتحمس الحاج امين وذهب الى النقراشي باشا, فاستشاره, والظاهر أن النقراشي ذهب الى السفارة البريطانية فاستشار البريغادير كلايتون الذي كان يدير منها خلافات العرب, فنصحه بأن لا يقترب من هذه الفكرة.. ولعل كلام كلايتون أقنعه بدخول مصر هذه الحرب بعد أن كان ضد التدخل!!

هل اخطأ الحاج أمين خطأه التاريخي؟! وهل كان الدور العربي هو الذي ادى الى الكارثة.. واستمر في دوره حتى عام 1967؟؟

كنا في السودان وعدنا الى فلسطين, وفي كل الاحوال لم ينجح العرب في حل مشاكلهم, أو في حل مشاكل بعضهم. فلماذا يجب أن يقتنع السودان أو العراق أو لبنان بالحلول العربية؟!




عدد المشاهدات : (3642)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :