حتى لا يظل الاهتمام بالطلاب موسميا


الحكومة لجأت الى الجامعات لانقاذ نسبة المشاركة في الانتخابات



يحظى طلاب الجامعات هذه الايام باهتمام استثنائي من الحكومة والادارات, ويتصدر الحديث عن الشباب ودورهم خطابات الوزراء والمسؤولين على كل المستويات.

مرد هذا الاهتمام معلوم بالطبع. وهو الحاجة الى مشاركة اكبر عدد ممكن من الطلاب في الانتخابات النيابية المقبلة الامر الذي يساعد في تحسين نسبة الاقتراع.

ولهذه الغاية حرصت الجهات الرسمية على اطلاق حملات التوعية باهمية المشاركة السياسية من الجامعات ونظمت في قاعاتها الندوات والحوارات مع الطلبة لتحفزهم على الادلاء باصواتهم في الانتخابات وغضت الطرف عن نشاط الطلاب المنتمين للاحزاب المشاركة في الانتخابات.

هذا السلوك من طرف المسؤولين يتناقض مع السياسة المتبعة في الجامعات قبل الانتخابات التي لا تعترف بحق الطلبة في النشاط الحزبي والسياسي داخل اسوار الجامعة. وقد عاقبت جامعات رسمية عشرات الطلبة على هذا النشاط في السابق.

لو لم نكن في موسم الانتخابات ولو لم تكن الحكومة تواجه مشكلة في نسبة المشاركة لما شهدنا حالة الانفتاح في الجامعات, لكن لماذا لا نجعل من هذه الحالة الموسمية مناسبة لمراجعة السياسة الرسمية تجاه الجامعات والحركات الطلابية فيها?

لقد اثبتت تجربة الانتخابات الحالية انه من دون حياة طلابية ديمقراطية ومسيسة في الجامعات فان المجتمع والدولة سيواجهان ازمة قيادات سياسية.

قبل فترة شاهدت على محطة الجزيرة تقريرا حول مؤتمر لاتحاد طلبة الجامعات في بريطانيا كان اللافت فيه حضور وجوه سياسية بارزة اجتماعية ومن بينهم وزير الخارجية الاسبق جاك سترو الذي اعتبر في تصريح له الاتحاد بمثابة المدرسة التي تعلم فيها السياسة وانطلق منها للحياة العامة.

كانت لدينا فيما مضى جامعات وحياة طلابية خرجت المئات من الشبان القياديين قبل ان تجهز الحكومات على تلك التجربة الغنية وتحول الحركات الطلابية الى مجاميع عشائرية واقليمية وجهوية لا تنتج الا العنف.

نأمل ان لا يكون الاهتمام بطلاب الجامعات موسميا ينتهي مع الانتخابات انما انطلاقة جديدة تعيد الروح للحياة الطلابية وتفتح افاقا ديمقراطية رحبة امام جيل المستقبل, وذلك يتطلب من صُناع القرار ان يغيروا نظرتهم للطلاب والاحزاب ولكل ما له صلة بحق الافراد في التعبير عن ارائهم بحرية والانتساب للنقابات والاتحادات. وينبغي ان يطال التغيير ايضا النظرة لاساتذة الجامعات ودورهم وحقهم في التفكير الحر والابداعي ونعني هنا الحرية الاكاديمية المفقودة في الجامعات الاردنية.

من دون حياة جامعية حرة ومستقلة ستظل الديمقراطية في الاردن نشاطا موسميا يحضر مرة واحدة كل اربع سنوات.0



عدد المشاهدات : (1824)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :