الاستنكاف والوطن المضيّع !


حين يتخلف 1700 مدرّس حكومي عن اماكن عملهم وقد اقتربت امتحانات الدورة الشتوية للثانوية العامة, فإن علينا ان نعيد النظر بمفرداتنا الاجتماعية الوطنية, فنتوقف عن شعارات الفقر والبطالة. وعن مساواة المواطنين في فرص التعليم. وعن كل الكلام السخيف الذي نحك فيه على جرب التذمر والدونية!!

لماذا يتخلف المعلم عن طلابه؟! هل لأن البادية بعيدة؟! هل لأن قرى الجنوب ليست مكاناً لائقاً للحياة؟!

الذين يتجولون في بلدنا, يلاحظون اتصال فراغات المسافة بين المدن والقرى, فالذاهب من عمان الى الزرقاء يلاحظ اتصال المدينتين, والذاهب الى المفرق يلاحظ أن الزرقاء والمفرق متصلة.. والذاهب الى دمشق يمر في دساكر عامرة بالناس والحياة. وكذلك المتجه من عمان جنوباً الى المطار والى الكرك.. وحتى العقبة.. والشمال كله خلية نحل بشري, وجمال, وغابات وقرى ومدن عامرة.. فلماذا لا يتنازل ساكن عمان أو الزرقاء أو اربد فيداوم في مدرسته, ويعلم اولاد الوطن لقاء أجر مقبول.. فنحن ما زلنا ننتمي الى العالم الثالث؟!

غياب 1700 معلم مستنكف كارثة وطنية علينا ان لا نستخف بها، فقد بقي الناس يتحدثون عن ثقافة العيب فلماذا يزداد عدد العمال الاردنيين في فرق النظافة ويقل عدد المعلمين؟!

كتّاب رواية وقصص اردنيون، ذكرونا بحياتهم في قرى السعودية والخليج العربي ايام كانوا معلمين بأربعين دينارا بعضهم كان في قرى وبعضهم كان يتنقل مع ساكني الخيام البدو الرحل، وكانوا سعداء لانهم وجدوا عملا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي... فلماذا يستنكف ابناؤهم عن العمل في بلدهم, وفي ظروف طبيعية ومريحة؟!

الصديق وزير التربية والتعليم ابن بلد ويحمل الكلمة السحرية في أحاديثه وتدفقه الفكري والنفسي.. والمطلوب منه الان ليس زيادة رواتب المعلمين فقط وانما الزام المعلمين بواجباتهم. فالمستنكف يجب أن تغلق بوجهه كل وظائف القطاع العام, ويجب التشهير به بنشر اسمه في الصحف وفي برامج التلفزيون والاذاعة..

تجهد الدولة لتوفير المدرسة الملائمة, والمعلم الملائم ويستنكف آلاف الذين نسميهم مربي الجيل وصانعي التقدم.

يا عيب الشوم!



عدد المشاهدات : (1811)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :