زحمة الكلام في موسم كلامي!


لم تحدد البلديات امكنة محددة للدعايات الانتخابية فانتشرت فوضى الصور واللافتات في كل شارع, وصارت الطلبات تنهال على الحكومة «لحماية» الدعاية من التمزيق والتخزيق.. وهي ليست مهمة الحكومة.

وككل انتخابات في المنطقة والعالم يحدث عنف في بعض مدن وقرى المملكة, فتقفز الفضائيات التي تحترف شتم الاردن لتحويل حادث ثأر الى قضية اجتماعية ملخصها: هذه هي الانتخابات غير الديمقراطية. انتخابات عشائرية!! ترى ما الذي يمكن أن يكون اذا قاطعت احزاب معينة انتخابات مجلس النواب؟! وما الذي يمكن أن يحدث اذا كانت الاحزاب ضعيفة وتجمدت عند شعارات ماتت منذ نصف قرن؟!

ثم كيف تكون الانتخابات عشائرية اذا كان لكل عشيرة مرشحان وثلاثة او اربعة مرشحين ومرشحات؟! الا تكون هذه الظاهرة وسيلة لاضعاف العشائرية؟! فالزحام الان هو بين مرشحي العشائر.. وليس بين العشائر.

واذا اطلق أحدهم النار طلباً للثأر, فلماذا تكون الانتخابات هي السبب؟! ألا يمكن أن يكون الثأر قبل أو بعد الانتخابات؟!

من المؤسف أن اعلامنا يعيد الاسطوانة يومياً. الكلام ذاته عن الشفافية الحكومية. والكلام ذاته عن وقوف الحكومة على مسافات واحدة بين المرشحين. ومتى تنتخب الناخبة قبل طبخة المقلوبة أو بعدها. ومتى ينتخب الناخب قبل صلاة الظهر أو بعدها!!

وهو إعلام لا يريد أن يرى حجم التشويه الخارجي والداخلي لصورة البلد, ولا يريد أن يحمي منجزه الديمقراطي بلغة مبدعة. ويكفي أن يرد خبر في صحيفة بريطانية عن التشويش لبث احدى الفضائيات لنقرأ أو لا نقرأ ثمانية وعشرين مقالاً تنفي وتستنكر وتدافع عن شرف البلد وقيمه.. في حين أن الميت كلب, ولا لزوم للجنازات الحامية!!

حتى الان, ما نزال عاجزين عن مخاطبة انفسنا ومخاطبة العالم. بوجود وزارة اعلام أو بعدم وجودها. وما نزال نعتقد أن الكلام الكثير هو ما ينقص الظهور الوطني, وتجليات العقيدة القومية!!

في النهوض الاردني نعود الى القاعدة الثمينة: النهضة هي الخروج من التخبط والفوضى الى الوضوح والنظام!




عدد المشاهدات : (1745)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :