مهازل حقيقية!


من مفارقات النفاق المفضوح أنّ حكماً بإعدام وزير الخارجية العراقية الأسبق طارق عزيز يصدر في نفس الأسبوع الذي سُربت فيه وثائق "ويكي ليكس" ، وما دامت العدالة العراقية مهتمّة بالعمل على قضايا عمرها عشرات السنوات ، فلماذا لا تهتمّ بقضايا حصلت قبل سنين قليلة ، وما زالت تحصل حتى الآن.

صدام حسين أعدم على الملأ ، ولكنّ المسؤولين عن قتل مئات الآلاف ، باعتراف الوثائق ، ما زالوا يحكمون العراق ، والرجل الذي جلب الاحتلالات والويلات والقتلى والدمار يُعاقب بعدم كونه رئيساً للولايات المتحدة فحسب ، ولو قُدّر له أن يخوض انتخابات ثالثة لكان نافس على المقعد أيضاً.

هذه مهازل حقيقية ، والأكثر طرافة أنّ اعتذارات بالجملة من كبار المسؤولين عن دمار العراق ، من واشنطن ولندن ، تتوالى علينا في الأخبار لسبب أنّهم ارتكبوا أخطاء ، ولا أحد يتحدّث عن الشعب العراقي المسكين الذي كان في عهد صدام الذي يعتبر قاتلاً في عزّ نسبي ، وصار يعيش مسلسل جريمة يومية متواصلة.

الديمقراطية التي أتت بها قوات الإحتلال لا تستطيع تنفيذ نتائج الانتخابات على أرض الواقع ، والعراق عملياً بلا حكم ولا حكومة ، وما زالت التخوّفات بالتقسيم واردة ، وما زال المجرمون بلا عقاب.
 




عدد المشاهدات : (2167)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :