مجرد تكريم


اريد ان اوجه عتباً شديد اللهجة الى زميلي وصديقي (محمد الوكيل) كونه لا يبث اي اغنية (لمحمد عبده) في برنامجه الصباحي (مع الوكيل بصراحة).

اعرف ان الناس تحب فيروز في الصباح.. لكني شغوف في (محمد عبده) اكثر.. ومحمد الوكيل يعرف هذا الامر جيداً.

ذات يوم ذهبنا في رحلة خارج عمان واتذكر اننا جلسنا على شاطئ البحر الميت وجاء معنا (سعدون جابر).. احضر محمد الوكيل معه الى شاطئ البحر الميت (سحاب) بكل القها وجمالها.. وانا جاءت معي الكرك كي تسبح.. وسعدون لم يحضر العراق.. لأنه حاضر في القلب اصلاً.

اتذكر ان سعدون جابر غنى لنا (يا طيور الطايرة) وغنى ايضاً عن العراق والشوق الذي يأتي في الوتر على غفلة من العمر.. وغنى ايضاً (مو بعيدين)..

بقينا هناك حتى الصباح..

انا وسعدون ومحمد الوكيل وكان العراق حاضراً وسحاب جلست على صخرة والكرك ذابت في سحر اللحن.

انا لا اريد ان اشغل القارئ بذكرياتنا.. ولكني أسأل لماذا حين تقيم المؤسسات الرسمية الاعلامية مهرجاناً او حفلاً تقوم فيه بتكريم.. كل الدنيا وتنسى ابناءها.

في المؤتمر الاعلامي الاخير الذي تم تقديم دروع لزملاء من الخارج وقيل عنهم انهم ضيوف عرب، في حين ان شخصية اعلامية تؤثر في وجدان المواطن اكثر من مؤسسات كبيرة مثل محمد الوكيل تغيب عن التكريم..

(سحاب) .. تكريمها يكفي فنحن حين نذهب اليها في المساء تحتضننا بيوتها والمقاهي.. وتحملنا شوارعها والكراسي تضمنا في دفء وعيون الناس هناك تميز بين من يحمل وطناً في قلبه وبين من يحمل نبضاً مجرداً من الوطن والشوق والغرام..

هذا الصباح وددت ان اكرم صديقي محمد الوكيل فقد دخل في العام الـ (25) من العمل في الاعلام، وخلف المايكروفون ووراء الكاميرا.. وما زال مصراً على ان يخاطب نبض الناس ويعبر عن وجعهم..

لن امنح الوكيل درعاً اشبه (بصينية كفتة) بل سأدعوه الى صينية كفتة (حقيقية) في البلد.. (وسنغمس) سوياً.. بالخبز والصوت والحرف.

لقد داهمنا العمر يا صديقي وكبرنا كثيراً.

[email protected]

 




عدد المشاهدات : (2996)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :