فقيرنا وفقيرهم!


يدهش مواطن العالم النامي حين يعرف ان في المانيا الدولة الصناعية الغنية فقراء. ويدهش اكثر إذ يعرف أن نسبتهم تصل الى 5ر15% عام 2008.

الى هنا ونعود الى مفهوم الفقر، ففي مصر يبلغ دخل الفقير الى اقل من دولار يوميا. لكن الفقير في امانيا هو من يبلغ دخله 930 يورو في الشهر أي حوالي 950 دينارا. وعائل الاسرة الذي الذي ينفق على عائلة من طفلين اقل من 14 عاما حوالي 2000 دينار شهريا!!

الفقر إذن نسبي وحين يتفيهق الاردني فيتحدث عن الفقر والبطالة، وتتورط معه الدولة، ينسى ان البلد ينتمي الى عالم الفقراء الذي نسميه خطأ بالعالم الثالث.. فلا يوجد عالم ثان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونسميه تيمنا بالعالم النامي .

والفقر نسبي فعلا.. فدخل الفقير الاوروبي او الاميركي يوازي اكثر من دخل المنتمي للطبقة المتوسطة او الشريحة العليا منها في بلدنا. لكن هناك فروقاً اخرى لا نقف عندها في اصول القاعدة الاقتصادية وهي:

1- ان المنتجين في عائلة مؤلفة من أب وام وطفلين، في الغالب اثنان، ثم تأتي الحكومة فتقدم راتباً للطفلين يصل الى حوالي 850 ديناراً شهرياً.

2- في بلد كالسويد تعتبر الدولة الأم التي تهتم بأطفالها ولا تعمل، هي موظفة مهمة تصرف لها راتباً كما لو كانت تعمل في دائرة حكومية، او في مصنع، ذلك ان الاهتمام بطفلين او ثلاثة هو عمل بأجر ليس عند زوجها او اطفالها ولكن عند المجتمع!!

3- ان المنتج في القرية التي اعيش فيها (في كمالية صويلح) يصل المعدل في حجم العائلة البالغ 6 أفراد. فاذا كان راتبه 250 دينارا شهرياً فان علينا ان نقسمه على ستة، وهكذا يكون دخل الواحد منهم اقل من خمسة واربعين ديناراً شهرياً، وهو رقم ينزل تحت خط الفقر، ولو كان هناك اثنان او ثلاثة منتجين لارتفع الدخل ثلاثة اضعاف او ضعفين!!.

حساباتنا في العالم النامي يجب ان تختلف عن حساباتهم، لكن المراقبة العادية لآلاف الناس الذين نعرفهم قبل عشرين عاماً من طبقة الفقراء، هم الآن مالكو فلل، او طوابق، وتقف امام بيوتهم سيارتان او ثلاثة.

 




عدد المشاهدات : (1664)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :