المندفع ..


صادفتني هذه الظاهرة في أغلب المقرات الانتخابية، وهي وجود شخص مندفع ومتحمس... هو ليس من أقرباء المرشح ولا يملك صوتا في الدائرة التي يخوض فيها المرشح الانتخابات... هو مجرد شخص استغل الموقف وجاء ليقدم الحبّ المجاني.

في الغالب يمشي خلف المرشح، وله وظيفة غاية في الانبطاح وتتمثل في قيامه بحضن المرشح كلما تعثر في اطراف السجاد المفروش في المقر ولكي يبرهن على حبه الشديد، ينحني احيانا لنفض الغبار عن (بنطلون) المرشح...

في بعض المرات، يوهم المؤازرين بان له مهاما سرية لهذا ينزوي في اطراف المقر ويبدأ باجراء اتصالات توحي بانها حساسة... وبعد إنهاء الاتصال يهجم على المرشح ويهمس في أذنه... ثم يغادر.

أحيانا يدخل الابتزاز في الموضوع فهو يأتيك في عجل، ويطلب منك بلغة لا تخلو من الامر هاتفك كي يجري مكالمة خطيرة كون (البطارية) قد نفذت لديه، فتعطيه الهاتف وبعد الانتهاء يطلب منك شطب الرقم... ويصر على ان يتأكد هو بنفسه من شطبه...

تراه يقف خلف المرشح، ويرمق الحضور بنظرات غريبة، واحيانا وحتى يظهر حماسته الشديدة يبدأ بازالة بعض الخيوط العالقة في (جاكيت) المرشح، وقد ينبه المرشح الى ان رباط الحذاء قد انحل، ولانه في حركاته يكون قد تسبب ببعض الضيق للرجل يتقدم احد ابناء عمومة (المرشح) منه ويقول له على مسمع الحاضرين (إمشي إمشي... روح غاد خليك عند الباب)... طبعا ردة فعله تكون ابتسامة صفراء.

في بعض المرات يبدأ بالبحث عن (باندول) لايهام الحاضرين بان كامل الجهد ملقى عليه وأنه يعاني من صداع انتخابي ويبدأ ايضا بالقول: «والله الي 4 ايام ما شفت اولادي» ثم يسرد لك قصة عن مؤامرة تمت حياكتها من بعض «الخصوم» وهو احبطها، وقام باجهاضها في المهد وبالطبع هو لا ينتظر شكرا او جميلا.

هؤلاء الناس اشاهدهم في مقرات المرشحين هم مجرد أناس تطوعوا... وقدموا نموذجا مهما للتزلف.

على كل حال للانتخابات ايجابيات مهمة وهي انها تعرّي بعض الوجوه وتجعلك ترصد بعينك حجم التزلف والنفاق لدى البعض.

[email protected]




عدد المشاهدات : (2491)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :