الاعتراف بحدود 1967!


لا يمكن أن تكون حصيلة سبع ساعات من المحادثات الماراثونية بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزيرة الخارجية كلينتون, وفرق عمل ثنائية كبيرة, هي «ضرورة استمرار العمل على عقد مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين»!!

لقد كان هناك مطالب أمنية اسرائيلية كثيرة من الحليف الاميركي من صفقة طائرات اف 35 الى نظام الدفاع الصاروخي المعروف بالقبة الفولاذية, الى تعقيدات الحد الآمن على نهر الاردن, وهذا متوقع فلكل تحرك اسرائيلي في اتجاه الفلسطينيين ثمنه الاميركي. لكن البيان المشترك الذي تبع الماراثون التفاوضي حدد لأول مرة حدود الدولة الفلسطينية القادمة «على أن تقام على اساس حدود عام 1967 مع مقايضات يتفق عليها» للارض.. وهو احتمال احتفاظ اسرائيل ببعض اراضي الضفة الغربية التي اقيمت عليها المستوطنات الكبرى, مقابل اعطاء الفلسطينيين ارضاً اسرائيلية!!

.. اليوم الاحد سيجتمع نتنياهو بالوزراء السبعة الذين يشكلون مجلس الوزراء المصغر. فاذا طلب تجميد الاستيطان فإن ائتلافه سينتهي, وستكون تسيبي ليفني جاهزة للمشاركة في الائتلاف.. فلا حاجة لانتخابات جديدة للكنيست!!

الاعتراف الاسرائيلي بحدود 1967, بالغ الاهمية, وأهم كثيراً من وقف الاستيطان لشهرين أو ثلاثة. وننبه هنا الى تصريحات السناتور كاري رئيس لجنة الشؤون الخارجية الاميركي بعد اجتماعه برئيس الكيان الصهيوني بيريز, وزعيمة المعارضة ليفني أنه من المتوقع وقف الاستيطان.. فهذا كلام مفخخ اذا تم تمرير كلام نتنياهو في واشنطن: ان القدس ليست مستوطنة لنوسعها أو لنستوطن فيها. انها عاصمة اسرائيل الموحدة. فاذا كان وقف الاستيطان لا يشمل القدس, وهو وقف رمزي في الاساس, فإن اغلب الظن أن السلطة الوطنية لا تقبل بهذا الحل.. فالاستيطان في القدس بالذات له معنى آخر يتصل «بعاصمة اسرائيل الموحدة الازلية»!!

الوضع العربي المحبط نتيجة لتباطؤ الدور الاميركي البطيء, مدعو الى اعادة النظر بهذا الاحباط المفجع.

فلا معنى لانتظار المعجزة الاميركية, طالما أن للعرب مبادرتهم. وطالما أنهم يملكون أوراقاً جيدة في مجلس الامن. فليس من الطبيعي أن يبقى قرار الدولة الفلسطينية بيد المفاوض الاسرائيلي.. وأن ينتظر الفلسطينيون موافقة الاحتلال على حدود دولتهم, وحجم سيادتهم على أرضهم, واتصال غزة والضفة وطبيعة حماية الدولة لحدودها ونظامها السياسي!!

.. اعتراف نتنياهو بحدود الدولة عند حدود 1967 هو المهم الآن, ومنه يمكن أن يطلب العرب من مجلس الامن الاعتراف بدولة فلسطين على اساس هذه الحدود, وقبول عضويتها في الأمم المتحدة.. وما يبقى هو تصفية الاحتلال.. ففلسطين هي المكان الوحيد الذي يعاني الاحتلال في هذا العالم!




عدد المشاهدات : (1637)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :