.. يصفون قناعاتنا !


20-12-2010

بقيت إذاعة لندن صباح السبت تعيد في خبر الويكيليكس عن «إمكانية» سرقة الرئيس السوداني لثمانية مليارات دولار من أموال النفط، وإيداعها في لندن.

أعادت الإذاعة «ذات الصدقية» الخبر ست مرات في ربع ساعة، مع تكذيب البنك البريطاني، ومع الكلام الممطوط الذي نفى فيه مندوب السودان في الأمم المتحدة. فنحن أمام حالة مدروسة. وضعتها الحكومة الأميركية في تقاريرها، ونقل أحد دبلوماسييها عن أوباما المدعي العام في المحكمة الدولية الذي يتهم الرئيس السوداني بجريمة الإبادة الجماعية في دارفور... فقد تحول «القاضي» من التحقيق إلى إطلاق الإشاعات، وترويجها!!.

لا يمكن لشخص أن يسرق ثمانية آلاف مليون دولار ويودعها في بنك بريطاني معروف.. وتبقى سراً. فنحن نحوّل لخادمتنا راتبها البالغ 200 دولار فيذهب التحويل إلى نيويورك للموافقة عليه أولاً. ثم أن هناك قوانين صارمة لمنع غسيل الأموال وخاصة في الدول الصناعية الكبرى.

وقصة البشير، كما قلنا، مدروسة جيداً، وهدفها خلق قناعات في الرؤوس الصدئة في السودان وفي الوطن العربي، فهناك من يبحث عن سبب لكره بلده وكره الدولة التي يعيش فيها، وكره الناس الذين يحيطون به.

الإعلام «الذكي» لم يعد ينقل الخبر وإنما يصفه، ويضعه في فم ملايين الناس التي تدب على الأرض.. تأكل، وتتزاوج، وتنام وتخرج بقناعات ليس من اللزوم أن تكون حقيقية. وإلا فكيف نفهم هذا القتل المجنون للناس في العراق واليمن وفلسطين وإيران وباكستان؟!.

وكيف يقبل لبناني أن تتعطل الحياة في بلده لأنه يجب عليه رفض أي اتهام لأي شخص شيعي، ومن حزب الله، لمشاركته في اغتيال الحريري وعشرات من السياسيين اللبنانيين؟!.

إذا ادركنا لعبة الإذاعات والصحف، إذا فهمنا قصة الويكيليكس والأميركان وألاعيب تقارير حقوق الإنسان والديمقراطية. فإن علينا أن لا ننتظر وننفي.. وإنما نصنع نحن خبرنا الصحيح ونفتح النوافذ والأبواب له ليصبّ خيراً وبناء في بلدنا وفي عالمنا العربي!!.




عدد المشاهدات : (1418)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :