12-1-2011
كل التحية لمحاميي معان على اعتصامهم استنكاراً لحرق محكمتهم، فربما يكون هذا الاعتصام الأول في تاريخ نقاباتنا، انتصاراً لمؤسسات الدولة من الاعتداء الأعمى. والتخريب الهمجي... فقد كان بين هذه المقارفات، وبين «الوطنية» خيط رفيع لا نكاد نلمحه بسهولة. فالدولة منذ العهد العثماني، وحتى عهد الانتداب البريطاني كانت دائماً العدو الدائم.. وحين جاءت عهود «الوطنية» و»الحزبية» تعلمنا أن الدولة هي الدولة العميلة.. وأصبح من المطلوب حرق المحاكم، وتدمير المنشآت الرياضية وكسر مصابيح الإضاءة في الشوارع، والاعتداء على الأملاك العامة بما في ذلك السطو على خطوط الكهرباء.. ونحاسها الثمين!!.
أحداث معان لم تكن الدولة طرفاً فيها، فهي حوادث دموية بين عمال مشروع مد مياه الديسه من الجنوب إلى عمان. ونتيجة لاستعمال رشاشات الكلاشنكوف قتل المتشاجرون اثنين، وجرحوا عشرات وتوقف العمل في المشروع الكبير ثمانية أيام وتم الثأر الأعمى من مدينة معان بالحرق والتدمير حتى شمل .. المحكمة!!.
- ماذا بعد؟!..
- ندعو إلى تطبيق القانون على الجميع، ولا عطوات أو شرب قهوة، أو بوجه الله والجاهة الكريمة. فيجب إلقاء القبض على كل من خرج على مواطنته، وأردنيته، واستباح الأملاك العامة والخاصة.. وأطلق النار على أخ له في معان وما حولها.
بكل احترام نعتصم مع محاميي معان، وندعو النقابات، ومؤسسات المجتمع المدني إلى أن تزيل العصابة السوداء عن العيون، فالدولة الوطنية هي دولة الأردنيين.. أي أنها ليست العدو لحركات التحرر والوحدة، فالأحزاب التي علّمتهم وغرست في عقولهم هذه القناعات السامة هي العدو، بما خلفته سياساتها من القهر لشعوبنا، والهزائم أمام أعداء الأمة!!.