النمو الاقتصادي في ثلاثة أرباع السنة


16-1-2011

من يريد معرفة النمو الاقتصادي الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي في فترة ما ، عليه أن يعتمد على نمو الناتج المحلي الإجمالي بأسـعار الأساس ، أي قبل إضافـة صافي الضرائب على المنتجات كالرسـوم الجمركية وضريبة المبيعات.

النمو بأسـعار الأساس يقيس النمو الحقيقي لمجمل القطاعات الاقتصادية ، بصرف النظر عن زيادة أو نقصان الرسوم والضرائب التي تتقرر إدارياً ، ولا تعتبر زيادتها نمواً أو انخفاضها تراجعاً اقتصادياً.

بهذا المقياس كان النمو الاقتصادي الحقيقـي خلال الثلاثـة أرباع الأولى من السنة الماضية 2ر8% بالأسعار الجارية و1ر4% بالأسعار الثابتة ، أي أن معدل التضخم (المخفض) خلال تسعة شـهور كان حوالي 75ر3%.

تقـول جداول دائـرة الإحصاءات العامة أن الرسـوم والضرائب على المنتجات زادت خلال الثلاثة أرباع الأولى من السنة بنسبة 10% ، بالأسعار الجارية ، ولكنها انخفضت بنسـبة 5% بالأسعار الثابتة ، أي أن التضخم يبلغ 8ر15% ، وهو رقم غير مقبول وغير مقنع ، وربما كان قد استخدم تعسفياً لضبط الرقم النهائي للنمو بالأسعار الثابتة عند المستوى المطلوب إدارياً.

لو تم تخفيض حصيلة الرسـوم والضرائب بنفس نسـبة التخفيض للناتج المحلي الإجمالي أي 75ر3% ، فإن هذا البند سيظهر نمواً بالأسعار الثابتة بنسبة 6% ، وبذلك لا يخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بأسعار السوق الثابتة من 1ر4 بأسـعار الأساس إلى 8ر2% بالأسـعار الثابتة بل يرفع النمو الحقيقي بأسـعار السوق الثابتة إلى 2ر4%.

المحصلة أن النمو الاقتصادي الحقيقـي للثلاثـة أرباع الأولى من السنة ليس 8ر2% بل 2ر4% ، ومن المتوقع أن يرتفع عن السنة بأكملها إلى 5ر4% أي أعلى من توقعات صندوق النقـد الدولي ووزارة المالية لسـنة 2010.

إذا كان الأمر كذلك فإن النمو الاقتصادي في سنة 2011 يجب أن يكون في حـدود 5% إلى 6% على الأقل وليس 25ر4% كما يقترح صندوق النقـد الدولي.

القطاع الذي برز بشـكل خاص في سنة 2010 هـو قطاع التعـدين –فوسفات وبوتاس- فبعد سنوات من التراجع ، حقق هذا القطاع قفزة كبيرة في الإنتاج الكمي. وبالرغم من انخفاض الأسـعار العالمية للبوتاس والفوسفات ، فقد أمكن زيادة الحصيلة بنسبة تناهـز 20% نتيجة تحقيق نمو كمي في حدود 25%.









عدد المشاهدات : (1977)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :