حاتم مرة أخرى


20-1-2011

في ال(11) ليلاً جاءني هاتف من قطر... كان (حاتم عقل)... تحدثنا ساعة كاملة وقضيت على رصيده تماماً... خضع (حاتم) لصورة رنين مغناطيسي ثانية، وأكد له الطبيب انه يحتاج لشهر كي يعاود اللعب.

اقسم ان هذا الشاب الغيور ابكاني، وهو يحكي لي عن اصابته.... وابكاني اكثر حين اخبرني عن محاولاته اقناع الطبيب بان يأخذ ابرة مخدرة للركبة فقط كي يلعب مباراة (كازخستان).

قلت لحاتم: «ما باليد حيلة».... انت تعرف عشق الاردنيين لكم ولو كانت الركبة تستبدل لجئناك الى قطر.... وما بخل اردني عليك بركبته ولا العيون.... فالناس هنا تعشق البطولة.

صدقوني انهم ليسوا فريقا، بل كتيبة مشاة مدججة بالصبر والعزيمة... وصدقوني انه الحس الوطني وارادة الفوز... ولو ان صوت حاتم يبث او يقرأ عبر الورق لأسمعتكم اياه واسمعتكم «حشرجات الصوت»... وكيف يريد هذا اللاعب ان يقاتل مع فريقه في الملعب... بدافع واحد فقط وهو الانتماء لتراب بلدنا.

اتفق الفريق هناك ان يكون قلب حاتم معهم في كل مباراة... فهم يؤمنون ان القلب هو الذي يقذف الكرة وليست القدم.. وقلب الفتى في الملعب حتى وان غاب.

في طفولتي كنت اهرب من المدرسة واتسلق سياج (ستاد عمان الدولي) كي لا تفوتني مباراة الوحدات والفيصلي... لم أكن انظر لها على انها لعبة بقدر ما هي (سيمفونية) تطرب القلب... والمنتخب الوطني في قطر بالرغم من التعليق النشاز بالرغم من ان البعض حاول ان يؤكد انهم مجرد (محطة عبور) للفرق الاخرى... بالرغم من ان البعض حاول تصغير الاداء الا انهم عزفوا اللحن الاردني في قطر مدوياً.. وطرب البعض لهذا اللحن.

اخي حاتم... في الوطن نجتمع انا وانت حول القميص الازرق فنحن اعضاء في الفيصلي... ولكن في قطر كلنا نتوحد على الوطن ويمتزج لون الوحدات وشباب الاردن والرمثا مع لون الدم الاردني... ونتجاوز قصة اللعبة والفريق الى ما هو ابعد من ذلك الى ان بلدنا يحتاج ان نكتب اسمه في العُلى.

لو كان لدي ارض لمنحتك (وطاه) في الكرك كي ازيد في مخزونك من (الجميد) انت واولادك واهلك الطيبين... ولو كانت الالقاب بيدي لمنحتك اسمى واحلى لقب... ولو كانت الركب تستبدل لأعطيتك قدمي كاملة بما تحتوي من (يورك اسيد) ولكن انت تقاتل بقدمك وجسدك وانا اقاتل بقلمي وقلبي... لا لشيء.. فقط لاننا نحب وننتمي لوطن يعيش تحت سقفه اولادنا وهو الاردن.

حماك الله اخي حاتم واصمد فنحن نحتاج لفوز جديد وفرح أكبر.






عدد المشاهدات : (2438)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :