الأخت الفاضلة


24-1-2011

شعرت بحزن شديد جداً، وأنا أتابع أمس تسجيلاً لمعلمة تمارس تعذيب طفل في الصف الأول الابتدائي في إحدى مدارس عمّان.

القصة ليست خللاً تربوياً، ولا أظن أن الوزارة تتحمل المسؤولية ولكنها خلل إنساني، وغياب تام للضمير... تستطيع وزارة التربية أن تنظم العملية التربوية وأن تعيد صياغة المنهاج ولكن لا أظن أن هذه الوزارة قادرة على تركيب الضمير أو توزيع الرأفة على المعلمات.

هذا الطفل جاء للمدرسة كي يتعلّم الأحرف والأرقام... ولكنه تعلم البكاء والرجاء وتعلّم التوسل... والأهم أن وجه المرأة لدى الطفل هو مرتبط بالمحبة والرحمة وليس بالإرهاب.

في الشريط بدا الأمر مقصوداً... فهناك معلمة تضرب وتصرخ وأخرى تصور المشهد، وثمة تعمّد الهدف منه التنكيل بهذا الطفل الأسمر البشرة والبدوي اللهجة.. ومن يشاهد التسجيل بتمعن دقيق سيدرك أن الإرهاب الذي مارسته المعلمة لم يكن المقصود منه تعليم الطفل بقدر الحصول على كمّ هائل من التسلية... فهي حين تطلب من هذا الطفل أن يكتب الرقم (4) وحين يفعل ذلك تصرخ بوجهه: (هاي تسعة).... يؤكد لنا أن الأخت الفاضلة (بتتخوث).

كل شيء في العملية التربوية قد يخضع للمراجعة.... إلا أمر واحد لا تستطيع تجاوزه وهو أن طلبة المرحلة الابتدائية يحتاجون لمعلمات وليس ذكوراً... كون الأنثى مرتبطاً وجهها بالرحمة والأمومة ولكن هذا الشريط يؤكد أن هناك صفة أخرى للأخت الفاضلة... وهي الانتقام والتسلية وبالطبع هذا الأمر لا ينطبق على بقية المعلمات في المملكة.

معلوماتي تشير إلى أن المعلمة سيتم فصلها من الوزارة... ولكني أطالب بالكشف عن اسمها واسم المدرسة واسم الطفل... فلقد تبيّن لي أن مشهد احتراق احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية لا يقل ألماً ووجعاً عن مشهد هذه المعلمة وهي تحرق قلب ذلك الطفل.

المطلوب أيضاً من المعلمين في المملكة تصحيح هذا اللبس واصدار بيان في هذا الشأن يؤكد أن مشاعر الناس في بعض الأحيان تكون أكثر أهمية من وجود نقابة.... فبالرغم من التعاطف الشعبي والرسمي مع معلمي المملكة إلاّ أن هذا الشريط شوّه تلك المهنة ووضع أسئلة كبيرة.







عدد المشاهدات : (2159)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :