لا .. حل لـ«النواب»


25-1-2011

يسعى مجلس النواب بشكل واضح لان يستعيد عافيته الشعبية ، وقد ينجح ، وقد لا ينجح في هذه المهمة.

النواب تعرضوا الى كم هائل من النقد شعبياً وفي مسيرات الجمع ، وفي تلك المسيرات التي حدثت امام مجلس النواب ، على خلفية الثقة العالية للحكومة ، وعلى خلفية قضايا متعددة.

بشكل واضح ، بدأ النواب يسعون لترميم صورتهم ، فقد تداعوا لعقد جلسة لمناقشة الاسعار ، وطلبوا زيادة الموظفين فتمت زيادتهم عشرين دينارا بتوافق مع الحكومة ، وعادوا وقرروا مناقشة خفض عقوبة الزنا التي اقروها في وقت سابق ، في مسعى لرفعها مجدداً.

مع ذلك قرب البحث في قانون الانتخابات ، ومذكرات نيابية دفاعاً عن قيم البلد الاخلاقية ، وهي مؤشرات تقول لك ان هناك اعادة انتاج لدور النواب نحو دور اعلى درجة من بدايات النواب الاولى.

رئاسة النواب طلبت مراراً ان يتم منح النواب فرصة قبل الحكم عليهم ، والقضية ليست شخصية ، فهي تتعلق بأداء النواب تجاه قضايا عديدة ، وليس على ارضية تصفية الحسابات مع النواب ، لاي سبب كان.

ما هو مهم في هذا الصدد ان يكون مسعى النواب جدياً لتحسين صورة المجلس ، وليس دعائياً ، عبر تفعيل اليات الرقابة والتشريع ، وعدم الاستغراق في الحسابات الشخصية المكشوفة ، او تصغير مكونات البلد الاخرى من احزاب وصحف وفعاليات.

النواب لا بد ان يتذكروا ان هناك غمزا هائلا من قناتهم على خلفية الدوائر الوهمية ، وهو غمز يوجب ان يبدو النواب في احسن صورهم ، وفي اعلى درجات اللياقة السياسية ، وتذكر الحقيقة التي تقول ان اداء النواب مكمل للحكومة ، وليس تابعاً لها.

هناك همس في اروقة مجلس النواب بوجود سعي من جانب نواب للمطالبة مجدداً بامتيازاتهم التي فقدوها ، وهذا الهمس لا يستند الى تحركات عملية بقدر كونها نوايا ، وهي نوايا خطيرة ، في هذا التوقيت.

لا يمكن حل مجلس النواب ، ولن يتم حله ، حتى لا يضيع الوقت في مطالبات مستحيلة ، وغير ممكنة ، فنياً وسياسياً وشعبياً.

ربما من الافضل ان تتم مطالبة النواب بتحسين الاداء ، ورفع سوية مجلس النواب ، ومراعاة الحساسية الشعبية التي تراكمت تجاه المجالس النيابية ، والانحياز الى مصالح الناس ، والتصرف بشكل راقْ وراشد.

الشارع لا يريد دغدغة عواطفه بخطابات ثورية. كل ما يريده الشارع ان يحس ان مجلس النواب يقوم بدوره ، حتى لا تأخذ وكالة النواب اطراف اخرى ، كبديل للنواب.

معنى الكلام: الاداء الجيد لا يسمح بنشوء وكالات سياسية خارج القبة ، والاداء الضعيف يسمح بنشوء مراكز شعبية وسياسية تعوض الفراغ ، وهي مراكز متعددة الرؤوس والالوان والاتجاهات.

مجلس النواب لن يحل ، والاشاعة التي يتردد صداها في عمان عن حل مرتقب لمجلس النواب ، مجرد اشاعة غير معقولة ، والمجلس النيابي باقْ ، ولن يذهب الاردن الى انتخابات جديدة مبكرة.

كل ما يريده الناس هو تفعيل التوصيف الوظيفي لدور النائب. لا اكثر ولا اقل،.






عدد المشاهدات : (3650)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :